أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
قال الدكتور عبد الله رشدي، إن الإلحاد لا يمتلك معيارا ثابتا يمكن أن يتفق
البشر عليه، حيث إن الأخلاق في الإلحاد نسبية تتفاوت بتفاوت كل إنسان، وذلك لأن
الطبيعة البشرية لم تمنحنا قانونا موحدا لنسير عليه في الكون حينما أوجدتنا -بزعم الملحد طبعا- بل تركتنا هكذا
ومنتحتنا عقولا نفكر بها، وليس بعض العقول بأولى من الآخر، فما يقبله عقلك ليس
بالضرورة أن يقبله عقلي... نحن متساويان في الوجود والإنسانية ولا يحق لك أن تفرض
رأيك البشري على رأيي البشري أيضا!
وتابع عبد الله
رشدي، في مقال له، حول "الإلحاد والأخلاق"، مؤكدًا قد يقول قائل:
وماذا عن مواثيق الأمم المتحدة؟ والجواب: أنها قد تعجبك، لكنها لا تعجب غيرك مثلا،
فلماذا تريد أن تفرض على غيرك قبولها؟ هل منحتك الطبيعة حين أوجدتك سلطة أعلى من
غيرك لتفرض بها رؤيتك على بقية البشر؟
واستطرد: إن فرض رأي بالقوة على الآخرين -مع الاعتقاد بعدمية الإله وعدمية
مصدر إلهي للتشريع- يعد انتهاكا لحق الآخرين، فالآخرون لهم الحق كذلك أن يفعلوا ما
يشاؤون، وهنا سنجد أن الإلحاد يقود لفوضوية لا نهاية لها، أما على الجانب
العملي، فإن الإلحاد فكر يؤسس للدياثة!،
فإن كنتَ ملحدا فأنت مُلْزَمٌ بقبول حق الآخرين في ارتكاب الفظائع
الأخلاقية تحت اسم "الحرية" أنت ملزم أن تقبل بوجود رجل يضاجع ابنك في
غرفته في بيتك.. ملزم أن تتقبل حرية ابنتك في أن تبيع شرفها لمن شاءت بمقابل أو
بدون مقابل.. ملزم أن تقبل كل ما يخطر على بالك.
وتابع عبد الله رشدي: قد يقول قائل: ما الإشكال؟.. الإشكال أن
انفتاح الجنس بهذه الطريقة يجعل المجتمع غير مقدر للحياة الزوجية ويجعل الشباب في
عزوف عن الزواج والإنجاب ويحرم الأنثى حقوقها في أن تحصل على زوج وبيت وأسرة، لذا
تجد بعض البلاد الغربية قد شاخت أجيالها وقل تعداد أبنائها من الشباب.
أضف إلى ذلك أن الشذوذ شيء عقيم مخالف للطبيعة، فإنك لو أتيت بجزيرة ووضعت
فيها جماعة من الشذاذ رجالا ونساء فإن الحياة ستنتهي في تلك الجزيرة بعد وفاة هذا
الجيل الشاذ الذي لن ينتج بالطبع جيلا آخر، بخلاف ما لو وضعت في
هذه الجزيرة رجلين وامرأتين وتزوجا فإن الحياة هناك لن تقف وستأتي بعد قرن من
الزمان لتجد حياة عامرة وأطفالا مبهجة ومجتمعا متكاملا.
وشدد عبد الله رشدي على أن الإلحاد سرطان يقضي في طريقه على العقل والعلم
والأخلاق، لافتا إلى أن العقاب الحتمي يوم القيامة ينتظر أولئك
الذين قرروا بيع عقولهم وعلومهم وأخلاقهم للشيطان تحت اسم الحرية.
ووجه رشدي نصيحة للشباب قائلا: "إنني أكتب هذه الكلمات لإخواني
وأخواتي من بني الإنسان..عودوا إلى الله
فالإلحاد يجعل من البشر كائنات تعيش بلا هدف وتموت بلا ثمن.. منهج يمنح المجرم
الراحة في حياته وبعد وفاته، فلا عقاب ولا ثواب.. عودوا إلى ربكم قبل أن يحتضنكم التراب وتجدوا ما لا
تُحْمَدُ عقباه".