عبد الله رشدي: إنكار الملحد للكتب الدينية "بلا دليل" استبداد يرفضه العلم

  • أحمد حماد
  • الأحد 12 ديسمبر 2021, 00:04 صباحا
  • 1021

قال الدكتور عبد الله رشدي، إن الملحدين دائما ما يتباهون  بهذه العبارة التي تقول: "أنا أصدق العلم" وهذا في رده على أي مؤمن يقول له إنني أتبع القرآن والسنة، وكأن الملحد يَأْنَفُ أن يتبع هذه العلوم التي تبدو له رجعية قديمة!

 

وطرح عبد الله رشدي سؤلًا  لتوضيح تلك المشكلة، قائلًا: هل هذا المعيار منضبط لدى تعامل الملحد معه؟ مؤكدا أن طريق التعرف على المعارف البشرية التي لم نشهدها إنما هو النقل الصحيح، بمعنى أن العقل البشري مصمم على قبول المعلومة المنقولة متى توافرت الأدلة على سلامة النقل، مستطردا: ماذا لو اتصل بك زميلك في العمل قائلا إن المدير يدعوك غدا في الثامنة صباحا لعقد اجماع طارئ؟ ماذا لو اتصلت بك أختك لتقول لك إن أباك أو أمك في المستشفى الآن؟

 

وأكمل: الحقيقة أنك في كلا المثالين السابقين قد نقلت لك معلومة بواسطة إنسان لديك الثقة فيه - أي توافر لديك الدليل على صدق دعواه- فأنت من خلال معرفتك بزميلك وأختك قد جربت أنهما لا يكذبان عليك، فمتى أخبراك خبرا فإنك تصدق به.

 

لكن ماذا لو أخبرك رجل لا تعرفه بأن أباك مريض أو في المستشفى؟ هل ستصدقه ابتداء كما في المثالين السابقين أم ستتوقف لتتحرى عن صدق دعواه؟ لاشك أنك ستتحرى عن ذلك لتتأكد من صدق ما ادعاه: يقول رشدي، ويكمل: ماذا لو أخبرك شخص معروف بالكذب خبرا ما؟ لاشك أنك لن تكترث لكلامه ولن تصدقه لأنك تعلم من خلال تجربتك أنه شخص معروف بالكذب والتزوير.

 

هذه الأمثلة تمثل لنا كيف يتعامل العقل البشري مع المنقولات المعرفية، لذا فإن إنكار الملحد للكتب الدينية أو للموروثات التاريخية هكذا بلا دليل إنما هو تحكم واستبداد يرفضه العلم: يؤكد رشدي

 

ويستكمل الداعية الإسلامي عبر موقعه الرسمي: المهم أن الملحد يقبل ما هو منشور على الإنترنت من أبحاث علمية لبعض العلماء الذين لا يعرفهم ولم يحتك بهم. ترى لماذا يقبل هذه الأبحاث؟ لماذا لديه هذه الموثوقية بعلوم ومعارف لم يشهدها هو بنفسه وإنما نقلت له؟ لماذا يقبل الملحد صعود الإنسان على القمر مع أنه لم يجرب ذلك بنفسه وإنما رأى بعض صور أو مقاطع مصورة تقول ذلك؟ لماذا لا يقدح في مصداقية هذه الصور وتلك المقاطع؟ أليس الخطأ أو التزوير واردا هنا  أيضا؟ أم أن هؤلاء العلماء معصومون عن الوقوع في الزلل وارتكاب الخطأ؟

 

الحقيقة هي أن الملحد لديه مفارقة هنا فهو يقبل من المعارف ما تمت صناعته بيد الغربيين لكنه يرفض أو يشكك في أي معلومات تم نقلها بواسطة المسلمين حتى مع توافر الأدلة على صدقها وانعدام وجود ما يقدح فيها!

 

قد يقول قائل: لكن هذه المخترعات الحديثة تدل على ذلك؟ وهنا يكون الجواب أننا كيف تأكدنا من صحة هذه المخترعات؟ بالتجربة؟ وكيف تأكدنا من صحة جريان التجربة؟ بالمشاهدة؟ وكيف تأكدنا من صحة ملاحظتنا ومشاهدتنا؟ بعقولنا؟ وكيف نتقبل نتيجة صدرت عن عقل هو نتاج العشوائية البحتة التي هي الصدفة التي يؤمن الملحد أن الحياة والعقل قد وجدا بها!؟

 

واختمم "رشدي" طبعا لا أُشَكِّكُ فيما يُفرِزُه لنا العلم إنما أُشَكِّكُ في انضباطِ المعيارِ الذي يتحاكمُ الملحد إليه.

تعليقات