باحث في ملف الإلحاد: كثرة اتباع الحوادث تجعل العقيدة تتزعزع من القلوب
- الجمعة 13 ديسمبر 2024
أرشيفية
قال الدكتور خالد الشهري، الداعية الإسلامي، أن للإلحاد تعريفات مختلفة، حسب الاصطلاح المستخدم، وتتعدد تعريفاته من خلال الأفكار والطوائف التي تعتنقه وتنشره، وأن الإلحاد لغة: هو الميل عن القصد، والعدول عن الشيء، ومصدره لحد، واللحد هو الشّقُ في جانب القبر. فالإلحاد لغة يراد به كل من مال عن القصد والحقّ. وأطلقت العرب صفة الإلحاد على أيّ أحد أظهر بدعةً وإن كان مؤمناً بالله وبنبيه. وإطلاقها على الكفار والزنادقة أشهر وإن كانوا على أديان أو مذاهب أخرى.
وأضاف الشهري في مقال له، أن الإلحاد اصطلاحاً: هو مذهب فكري ينفي وجود خالق الكون، واشتقت التسمية من اللغة الإغريقية (أثيوس atheos ) وتعني بدون إله. ومن هنا ظهرت التفرقة بين مصطلح الإلحاد وبين الربوبي واللاأدري. وبناءً على تلك الفروق ظهرت العديد من المصطلحات -في الفكر الإلحادي- الكاشفة لعقيدة صاحبها بشكل أكثر دقة، مثل: الملحد، الذي هو المنكر للدين ولوجود الإله.
أما اللاديني: وهو الاسم الذي يفضله كثير من الملاحدة مع أن لفظ اللاديني يعني من لا يؤمن بدين وليس بالضرورة أن يكون منكراً للإله. وهناك أيضا من هو ضد الدين Antitheist: وهو الملحد الذي يتخذ موقفاً عدائياً من الإله والدين والمتدينين.
كما أشار الداعية إلى أن مصطلح الربوبي Diest، يعني هذا الذي يؤمن بأن الإله قد خلق الكون، ولكنه ينكر أن يكون قد تواصل مع البشر عن طريق الديانات. كما أن اللاأدري Agnostic: هو الذي يؤمن بأن قضايا الألوهية والغيب لا يمكن إثباتها وإقامة الحجة عليها كما لا يمكن نفيها، باعتبارها فوق قدرة العقل على الإدراك.
في حين أن تعريف المتشكك Skeptic: هو الذي يرى أن براهين الألوهية لا تكفي لإقناعه، وفي نفس الوقت لا يمكن تجاهلها. بينما يكون العلماني Secularist: العلمانية هي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم المادي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، وهو اصطلاح سياسي لا علاقة له بعقيدة الفرد الدينية ولا ك أن كثيراً من العلمانيين ملاحدة أو لا دينيين خصوصاً في بلاد الغرب.
واستكمل الشهري، في أن جميع هذه التعريفات والمصطلحات تشترك في صفة واحدة وهي الإنكار، واضطهاد الأديان، والخروج عن سياق الفطرة الطبيعي التي خلق الله عليها جميع بني البشر، وأن هذا الإنكار وصد الدين، أمر مستحدث في مجتمعاتنا العربية، وعلينا جميعا أن ندق ناقوس الخطر لهذه الظاهرة الغريبة المستنكرة، وأن نتعامل معها بشكل جاد، لحماية مستقبل مجتمعاتنا المسلمة والعربية من هذا الخطر المدقع.