لماذا لا نرى الله؟.. كيف تجيب طفلك على هذا السؤال
- الإثنين 07 أكتوبر 2024
الإسلام
قال الكاتب الإسلامي د. ناصر دسوقي رمضان، إن هناك تخوفات عالمية من الإسلام، وأن حركة الإسلاموفوبيا العالمية، ما هي إلا محاولة لهدم صورة الإسلام الصحيح، ونشر الخرافات عنه وترهيب الناس منه، وأن كل ذلك يستدعي في نفوسنا سؤالا هاما، وهو السؤال الذي يطْرح نفسَه: لماذا كلُّ هذا الخوف من الهويَّة الإسلاميَّة، بالرَّغْم من الضَّعف الواضِح الَّذي يَحياه المسلِمون؟
وشرح رمضان في مقال له، أن الإجابة عن هذا السؤال تكمُن في اشتِمال هذه الهويَّة على خصائص معيَّنة، جعلتْها قادرةً على صهْرِ الهويَّات الأخرى في بوتقتِها، في أيِّ حالةٍ، سواء أكانت قويَّة أم ضعيفة. من أهم هذه الخصائص: أوَّلاً: هويَّة عقيدة صحيحة صادقة تأبَى الذُّلَّ والخضوع: تعتبر هذه الخصيصة هي الأساس الَّذي تقوم عليْه هويَّتنا الإسلاميَّة، فليْس الولاء عندَنا للجِنس ولا للَّون ولا للأرْض، وإنَّما الولاء للإسلام، وليْس معنى هذا أنَّ الإسلام يَمنع حبَّ القَوم والوطَن، بل إنَّ الإسلام يحثُّ عليْه ويرحِّب به.
وأضاف، هنا يظهر الفرْق بين حبِّ ذي العقيدة الصَّحيحة لقوْمِه ووطنِه، وحبِّ أدْعياء القوميَّة والوطنيَّة؛ فالمسلم الصَّحيح يعتبِر حدود الوطنيَّة بالعقيدة، والقوميُّون والوطنيُّون يعتبرونَها بالتُّخوم الأرضيَّة والحدود الجغرافيَّة. وإذا كانت مهمَّة أدْعياء الوطنيَّة والقوميَّة المجرَّدين عن العقيدة يروْن مهمَّتهم عند حدود تحرير الوطَن واستِرْداد مجده، فإنَّ أصحاب الهوية الإسلامية يروْن ذلك بعض الطَّريق أو مرحلة من مراحله، ويبقى عليهم بعد ذلك أن يعملوا لتُرفع راية الوطن الإسلامي على كلِّ بقاع الأرض، ويخفق لواء المصحف في كلِّ مكان. "إنَّ خطر القوَّة الكامنة في العقيدة على الاستِعمار ينبُع أوَّلاً من أنَّ الإسلام قوَّة تحريريَّة هائلة، وروحه تأبَى كلَّ اعتداء على الحرية، وتقاوم هذا الاعتداء بصلابة، تقاومه مقاومة إيجابيَّة تهون في سبيلها الأرْواح، ويهون فيها البذل والتَّضحية، فإذا ما استيقظت روح الإسلام في أمَّة، فمن المحال أن تتخلَّى عن حرِّيَّتها، ومن المحال أن تسكت عن الصراع الإيجابي الذي يحطِّم قواعد الاستعمار تحطيمًا.
واستكمل رؤيته في تمثيل الإسلام خطرا على الاستعمار الفكري الذي يمثله الغرب، أن كل ما سبق يمثل الخطَر على الاستِعْمار في العقيدة الإسلامية من أنَّها: عقيدة استعلاء واعتزاز وكبرياء؛ فالمسلم حين تستيقظ فيه روح الإسلام، لا يُطيق أن يعلو عليه أحد، ولا يُطيق أن يذلَّ لأحد، ومن ثم ينظر إلى الاستِعمار الأجنبي نظرتَه إلى المنكر الذي تتحتَّم إزالته، ويتحتَّم كفاحه؛ تحقيقًا لعزَّة الإسلام، وصيانة لكرامة المسلمين، وابتغاءً لمرضاة الله.
وثمَّة منبع ثالث للخطَر على الاستِعمار من العقيدة الإسلامية: أنَّها عقيدة تجعل من الوطن الإسلامي كلِّه وحدةً، من اعتدى على شبر منهم فقدِ اعتدى عليهم جميعًا، وعندئذٍ يتحتَّم على كلِّ مسلم في أطراف الأرض كلِّها أن يُعْلِن موقفه لردِّ الخطر عن ذلك الشبر الواحد من تلك الرقعة الإسلاميَّة العريضة. وما من مسلم في أقصى الأرض، ما من مسلم حقٍّ، يسمع أو يعلم أنَّ عدوًّا داس على شبر من أرض الإسلام، ثمَّ لا يندب نفسه للذَّود عن أرْض المسلمين وكرامة المسلمين.