حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قال الدكتور عبد الله رشدي، الداعية الإسلامي، إن الملاحدة يصدرون للعامة، أنهم أصحاب فكر عقلي راق جديد يحرر العقل من أغلاله ويوقظ العرفان من سباته، مؤكدًا أنه حين نتعمق مع الإلحاد نجده فكرا لا يحترم العقل ولا يلتزم بمعيار واحد في البحث.
وأوضح رشدي: قانون "السببية" مثلا هو القانون الذي يحكم الكون حتى اليوم فلا يحدث شيء في الكون - الذي هو مادة وطاقة بلغة العلماء المعاصرين- إلا وله سبب أو فاعل أو محرك أو صانع.. سَمِّه ما شئتَ، ومع أن الملحد يوافقنا الرأي في هذا القانون الذي يحكم تصرفات أجزاء هذا الكون، إلا أنه لا يلبث أن يعود القهقرى للوراء ضاربا بهذا المبدأ عرض الحائط ليقول لك: أنا أؤمن أن لكل شيء في الكون تفسيرا علمايا وسببا وصانعا لكنني أؤمن أن الكون كله ليس لديه صانع ولا تفسير علمي لوجوده!
وأشار إلى أن الملحد يرفض ذلك لأنه لو اعترف بوجود صانع الكون فقد اعترف بوجود الإله الذي يَفِرُّ هو من الاعتراف بوجوده، وهكذا يتناقض الملحد تناقضا صارخا.
ويتابع "رشدي" قد يقول بعض الملحدين.. حسنا: هناك صانع للكون، لكن هذا الصانع له صانع آخر، فلماذا تريد أن تجعل أيها المؤمن صانع هذا الكون ليس مصنوعا؟ لماذا تريد أن تخرجه عن دائرة السببية؟.. والجواب ببساطة: لأنه ليس من مادة الكون حتى تطبق عليه قوانين المادة الكونية.
ويستطرد الداعية الإسلامي: قد يعترض الملحد قائلا : ومن أدراك أنه ليس من مادة هذا الكون؟.. والجواب: أنه لو كان من مادة هذا الكون فإن ذلك يعني أن الإله موجود قبل وجود مادته التي هو مصنوع منها وفي نفسِ الوقتِ هو صانِعٌ لها! هذا يعني أن يتقدمَ الشيءُ على نفسِه في الوجود! تخيل أن أقول لك: إنني مخلوقٌ من الطين مع أنني موجودٌ قبل وجودِ الطِّينِ الذي أنا مخلوقٌ منه أصلاً! ولا يخفى ما هذه الفكرة من التهافت العقلي، لذا نقول إن الإلحاد مناقض للعقل.