حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
التربية الإيمانية-السبيل
قال الكاتب الإسلامي، براء محمود، إن تزكية النفس، أمر لا بدّ منه، فهي الطهارة والنقاء من العيوب التي تُدنِّسها، وهذا ما أراده الله الحكيم من المسلم، حينما حضَّ على تزكية النفس في غير آية، كقوله سبحانه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، [الشمس: 6-10]، فقد أقسم القرآن الكريم بأحد عشر قَسَماً على هذه النفس البشرية التي هي أعجب مخلوقات الله تعالى.
وأشار محمود في مقال له على منصة "السبيل" الإسلامية، إلى أن القرآن الكريم أكد على تزكية النفس، إذ أن تدنيسها بيد العبد سعياً وكسباً، فمدح المزكين لها، وذم المُدنسين لها، فعلى العبد أن يسعى جاهداً لتزكية نفسه بما يرقِّيها للمعالي التي تنجيه في الدنيا والآخرة، إذ لولا أن العبد يقدر على ذلك بتوفيق الله تعالى لما أسند الفلاح بتزكيتها إليه.
وأضاف، أنه من منطلق تزكية النفس، فإن التربية الإيمانية هي الحصن المنيع والقاعدة الحامية في رفع النفس إلى المعالي وجعلها بذرة صلاح وخير أينما حلّت ورحلت، حيث إن المؤمن التقيّ في القرآن هو المنغمس في العمل الصالح الذي هو أساس تزكية النفس وطهارتها، قال تعالى {فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا} [الكهف: 110].
وخلص محمود إلى أن التحلي بالأخلاق الحميدة فيه نجاة للنفس البشرية وهو صمام الأمان لها، فالنفس حين تلتزم بالقيم والأخلاق الفاضلة فإن ذلك يسهم في تزكية النفس وتطهيرها عما ينافي الفطرة السليمة، والمراد من ذلك تمكن الناس من الهدى في أصل الجبلة، والتهيؤ لقبول الدين، فلو تُرِك المرء عليها لاستمر على لزومها، ولم يفارقها إلى غيرها، لأن حسن هذا الدين ثابت في النفوس، وإنما يعدل عنه لآفة من الآفات البشرية كالتقليد.