رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عبدالله حاتم: الانزعاج من الوساوس أكبر دليل على صحة الإيمان

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 05 ديسمبر 2021, 10:31 مساءً
  • 717
أرشيفية

أرشيفية

قال الداعية الإسلامي د. عبدالله حاتم، ليس كلُّ إنسان يتعامل مع الشبهة أو تعامله في رد الشبهة بذات الطريقة، فمنهم من يتبع منهج أبي حامد الغزالي الذي قال: “الشك أول مراتب اليقين” [المنقذ من الضلال] وهو متسائل كي يقتنع بما لم يقتنع به. أو ليزداد إيمانًا في سلّم اليقين كما تساءل أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، فهو تساؤل لا عن تشكيك في جدوى الإيمان، وإنما عن كيفية الارتقاء في درجة الإيمان.


وونصح حاتم في مقال له على المنصة الإسلامية "السبيل"، أن مثل هذا المتشكك الذي يسعى لليقين بما جاء في دينه، وليطمئن قلبه، فعلى الذي يواجهه أن يذهب به إلى متخصص ليرد الشبه والشكوك التي تجول في خاطره، ونحسب أنه باحث عن الحقيقة، صادق في بحثه، وأنه سيهتدي لما يطمئن إليه قلبه وعقله من الحق عما قريب، وكل ما تفعله أنك تلتزم معه بنص القرآن، فالله يقول: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِك} [يونس: 94].


وأضاف، أن هناك نوع ثانٍ من المتشككين، والذي لا ينطبق عليه وصف التشكيك وإنما هو موسوس! ولو أجبت على سؤاله لاقتنع، ثم لا يلبث أن يسأل سؤالًا آخر، ولو أقنعته بجواب عن ذلك وانصرف، لرأيته يتصل بك ليسأل ثانيًا وثالثًا ورابعًا.


وتابع حاتم، مثل هذا لا يكون متشكّكًا، ولا صاحب شبهة تستحق أن نناقشها مع متخصص، بل هو ذو وسواس قهري غلب عليه فتراه يعذب روحه وعقله، وهو ليس ذا مشكلة من الأساس كي نحلها، فباطنه رافض لتلك الوساوس العقائدية ومنزعج منها جدًّا. ورفضه لها هذا في حد ذاته دليل على صحة إيمانه وسلامة قلبه. بل ومن شدة انزعاجه منها نراه يرجو راحة البال فجاء كي نجيب على تساؤلاته ليهدأ. ولكنه لا يهدأ مهما أجبنا، إذ إنه واقع تحت تأثير الوسواس القهري الذي يشبه الاضطرابات العصبية تمامًا OCD (obsessive compulsive disorder). ولذا فإن التعامل معه على أنه صاحب مشكلة فكرية تعامل خاطئ من الأساس، ولعلنا نجد شيئًا شبيها لهذا مع ما كان يحدث لبعض الصحابة أو ما يحدث مع كثير منا، سواء كنت أنا أو أنت أو غيرنا من المسلمين.


واستذكر الدكتور حديث رسولنا الكريم، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: (جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَان) [أخرجه الإمام مسلم، برقم: 132].


وأوضح حاتم، إن الانزعاج من تلك الوساوس أكبر دليل على صحة الإيمان، إذ لو لم يكن الإنسان مؤمنًا لما تململ من تلك الوساوس التي تناقض ما يؤمن به حقًّا ولما انزعج منها وسعى لردها، وإن جذر هذا الوسواس هو وسوسة الشيطان وما يلقي الشيطان في القلوب من شبه وشكوك.

تعليقات