حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
فخ الحرية الشخصية
قال الباحث الديني، عبد الحكيم عبارة، أنه لعلها من أشهر الكلمات في هذا الزمان، “إنها حريتي الشخصية” أو “دعه فهي حرية شخصيّة”، وهذه العبارة صارت مبرراً لكثير من الأفعال في عصرنا الحالي، فما إن تجد أحداً يُهاجَم على فعل قبيحٍ من قبل المجتمع إلا ويدافع عن نفسه بأن هذا الفعل “حرية شخصية”، ويقول: “لم أؤذِ أحدًا بهذا الفعل”.
وأضاف عبارة في مقال له على منصة "السبيل" الإسلامية، أنه وبالمقابل ترى فئة أخرى من المجتمع تدافع عنهم، وتسهب في شرح كيف أن عصر التحكّم بمعتقدات الناس قد انتهى، وأن عهد التخلف ما زال يلقي بظلاله على زمننا هذا، فيدفع الناس لحشر أنوفهم في أفعال الآخرين، فنحن اليوم في عصر الحرية والتنوير، فإن كان فعلهم لا يؤذيك فلا يحق لك الاعتراض عليهم!.
وتابع، أن هناك دعاوى كثيرة، تشربها كثير من الناس، وبات في عموم دول العالم –غير المسلمة- من المستحيل انتقاد الشذوذ، بل صار من المعتاد أن ترى فئة من المسلمين تدافع عن هؤلاء القوم بدعوى أن هذه حريتهم الشخصية وأنهم لا يؤذون الناس بفعلهم، أو يهاجمون المنتقد حين يفكك مسلسلًا ساقطًا وينبّهنا على ما فيه من خطايا فيقولون: هم أحرار، ما عجبك لا تتفرج.
ولخص الباحث الديني، عبارة، كلماته في جملة أخيرة عن فكرة الحرية الشخصية بأن لها ضوابط دينية ومجتمعية، فيما لا يضر المجتمع بشيء، وفيما لا يتناقض مع الشريعة المحكمة التي أنزلها الله لعباده، حيث قال: "فإن الحرية الشخصية تكون في الأفعال التي لم يحرمها الله، كاختيار تخصصك
الدراسي مثلا، أو الطعام الذي تحب، أما المحرمات -كالشذوذ والمساكنة وشرب
الخمر- فليس فيها تسويغ للحرية الشخصية، فالحجاب ليس حرية شخصية
كما أصبح شائعا عند كثير من المسلمين للأسف، بل هو فرض من الله الحكيم
العليم، وكل معصية مهما كانت فهي ليست حرية شخصية، وستعود هذه المعصية
بالضرر على المجتمع والفرد عاجلا أو آجلا، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ
وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]"