هيثم طلعت: الدين حتمي لمعرفة معنى الوجود والغاية

  • أحمد حماد
  • السبت 04 ديسمبر 2021, 7:20 مساءً
  • 666

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في محاربة الإلحاد، إن الدين ضرورة لفهم الإنسان.

 

وفي جوابه على سؤال لماذا الدين مهم في حياة الإنسان؟، قال هيثم طلعت في كتابه الإسلام والإلحاد وجهًا لوجه.. موجهًا سؤاله للقارئ: أشرس ملحد يؤمن بأنَّ الصدق أفضل من الكذب، أليس كذلك؟ أشرس ملحد يؤمن بأنَّ الأمانة أفضل من الخيانة، أليس كذلك؟ هذه مصطلحات ليست من هذا العالم وليس في العالم المادي ما يبرر معناها ولا مقتضاها.

فما معنى الصدق؟ ما معنى الأمانة؟ هل لو قمنا بتحليل أعماق الذرة سنرصد معانٍ مثل: الصدق أو الكذب؟ هل لو رصدنا فيزياء المجرات أو كيمياء الهرمونات سنرصد: الأمانة أو الخيانة؟

 

هذه مصطلحات ليست من هذا العالم المادي، لكنها مصطلحات حقيقية، بل هي من أعظم الأمور، فقيمة الانسان بأخلاقه وليس بحجمه المادي ولا بعدد ذراته ولا بمستوى طاقة خلاياه، وقيمة الإنسان بالتزامه بالتكليف الإلهي بداخله، وهذه القيمة لا يشترك فيها مع الإنسان من العالم المادي شيء، بحسب قول هيثم طلعت.

 

وشدد الباحث المتخصص في محاربة الإلحاد على أن هناك رجلٌ صالح ورجلٌ فاسد، لكن لا يوجد جبلٌ صالح وجبل فاسدٌ، ولا نرصد كوكبًا أمينًا وكوكبًا خائنًا، فالإنسان فقط هو المَعني بالقيمة والمعني بالغاية والمعني بالوجود، الإنس والجن فقط هم مَن يستوعب أنَّه مُكلف، وما الشعور بمعنى الأخلاق إلا جزء من فطرة التكليف الإلهي داخل كلٍ منّا، فالدين ضرورة لفهم الإنسان.

 

وشدد طلعت، على أن الدين هو الوحيد الذي يبرر معنى الأخلاق ولماذا هي موجودة ولماذا نشعر بضرورة الالتزام بها، الوحيد الذي يعطي للأخلاق صبغتها هو الدين، فالأخلاق لا يمكن فهمها إلا في إطار التكليف الإلهي، ولا يمكن معرفة لماذا هي فطرية في الجنس البشري إلا من خلال الدين.

 

وأوضح أنه من خلال الدين نعرف غاية الوجود، ونعرف أنَّ الأخلاق التي نشعر بضرورة التزامها حتى ولو لم نلتزم بها هي جزء من التكليف الإلهي، فالدين ضرورة إنسانية، ومن خلال الدين أيضًا نعرف لماذا نحن هنا؟ ونعرف ماذا بعد الموت؟ ونعرف معنى الوجود، ونعرف ما هو المطلوب منّا في هذا الوجود؟

 

وقال إن الدين حتمية لمعرفة أهم ما يشغل الإنسان، ولذلك فبدون الدين يتحول العالم كله إلى عماء كامل وعدمية تامة.

 

واستشهد طلعت بقول ابن القيم رحمه الله: "لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل، ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم، ولا ينال رضا الله البتة إلا على أيديهم".([6])

وقال إن بدون الدين لا تُعرف غاية الوجود ولا معنى الخير ولا قيمته، وبغير الرسالات يتحول العالم إلى عبثية مخيفة.

وأشار إلى قول سارتر: "حين يختفي الدين وينكر البشر النبوات ساعتها سيتحول الإنسان إلى نفاية نجمية"، ويصبح الإنسان بالفعل حثالة كيميائية أو بمعنى أدق وسَخًا كيميائيًا Chemical Scum كما يقول ستيفن هاوكنج.([9])

 

وقال إن النبوة هي نبض الوجود الأوحد، وبدون النبوة تتحول أروع المخترعات وأمتع الشهوات إلى رعب، وبدون الدين يتحول العالم بكل جماله إلى أشباح مرعبة.

 

وتابع: أنت لو سألت أي ملحد عن أي سؤال وجودي مثل: لماذا نحن هنا في هذا العالم أو ماذا بعد الموت؟ فإنَّه إما أنْ يسفسط سؤالك أو يلتزم الخرس التام.

 

واختتم مؤكدًا أن الدين هو مقتضى طبيعي لفهم الإنسان وفهم ضرورة القيم الأخلاقية، وهو حتمي لمعرفة معنى الوجود والغاية من الوجود وتحقيق العبودية لله تلك العبودية التي بها النجاة .

تعليقات