باحثة دينية: العقل الحر هو السبيل إلى إدراك وجود الله

  • د. شيماء عمارة
  • الأربعاء 01 ديسمبر 2021, 4:23 مساءً
  • 549
أسلوب كورت في التفكير

أسلوب كورت في التفكير

قالت الباحثة الدينية د.سوسن الشاملي، أن أسلوب برنامج كورت للتفكير PMI، والذي يستخدم مؤخرا لمعالجة الأفكار المنحرفة والإلحادية لدى الشباب، يعتمد على مناقشة السلبيات وتفنيدها، حيث يقدّم الطفل أو المراهق السلبيات التي تلقّاها في القضية أو الموضوع، ويقوم أهله بمناقشتها واحدة تلو الأخرى، فعلى سبيل المثال إن قال الابن “إنه لا يرى وجودًا ماديًّا لله” فهنا نعرض عليه سلبيات هذه الفكرة، فمنشأ الإيمان بوجود الإله هو الفطرة.


وأضافت في مقال لها على منصة "السبيل" الإسلامية، لأنّ الفطرة السليمة تشهد بوجود الله تعالى ولا يُمكن أن يتغاضى الإنسان عنها إلا إذا كان عاصياً وبعيداً عن ربه، فإذا كان الإنسان يحس من تلقاء نفسه سيعلم أنَّ الله خالقه وربه، وسيشعر بحاجته إليه في المصائب والشدائد المختلفة، كما أن جميع الأحداث الكونية التي تمر من حولنا تدل بشكلٍ واضح على وجود الله تعالى، ومن أهم هذه الحوادث حادثة الخلق، حيث خلق الله عز وجل جميع ما في الكون من كائنات بشرية، وأشجار، وبحار، وأنهار، وسماء، فمن المستحيل أن تتواجد هذه الأشياء صدفة، أو يتم خلقها بشكلٍ ذاتي، بل لها موجد أوجدها وخالق خلقه كما قال الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أم خَلَقُوا السَّمواتِ والأرض بل لا يُوقِنُون} [الطور: 35-36].


اقرأ أيضا: إيطالية عائدة من الإلحاد: السعادة الحقيقة في معرفة الله


وتابعت الشاملي، لعل الابن يستشهد ببعض الشبهات من قبيل “إن الدين يقيد حرية الانسان”، فيجب على محاوره أن يبين له موقف الدين من الحرية وآثار هذا الموقف في الحياة والمجتمعات، ويقارنه بما عداه من الحرية في الفلسفات الأخرى وأثرها في المجتمعات. حيث جاء الإسلام فأقر مبدأ الحرية وليس أدل على تعظيمه من شأن الحرية أن جعل السبيل الى إدراك وجود الله هو العقل الحر، ولكن هذا الإقرار لا يعني أنه أطلق الحرية من كل قيد، إذ لا مجال لضبط حريات البشر ما لم تكن أمامها ضوابط تأمر وتنهى وتحدد المسار، وإلا فإن ذلك يؤدي بالإنسان إلى الفوضى التي تثيرها الأهواء والشهوات، فالإنسان ليس مخلوقًا كاملاً لا يعتريه النقص.


من ناحية أخرى، قالت الباحثة، إنه يجدر بالإنسان أن يفهم الحرية على أنها سمة مميزة له عن الجمادات والمادة، ولا يعدها أمرًا مزاجيًّا خاضعًا للذوق والرغبة، بل يقيمها على أصول ومرتكزات ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من مبادئه وقيمه. إن ما يقدمه بعض المنبهرين بالغرب عن ضرورة الحرية على النمط الغربي ليس إلا صورة زائفة قائمة على أساس مادّيٍّ بحت وليس لها قيود دينية ولا حدود أخلاقية، ويقابلها في الإسلام مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي شرع لصيانة الأمة وحمايتها من إشاعة الفساد والدمار والفوضى.

تعليقات