الشنقيطي: الدين يدعو إلى البحث والاكتشَاف لزيادة اليقين

  • د. شيماء عمارة
  • الثلاثاء 30 نوفمبر 2021, 10:03 مساءً
  • 508
الشيخ محمود الشنقيطي

الشيخ محمود الشنقيطي

قال الشيخ محمود الشنقيطي، إنه من أهم الأسس التي يتبناها الإلحاد، وينشرها فكرا وقولا، هو: إنكارُ فَـائدَةِ الدّين وعائدَتِه الحَميدةِ عَلَى من يَدِينُ للهِ بهِ { إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا }، وهذا يُردِّدُه نبََـحَةُ (تويتر) فيقولون إنَّ الدِّين والتَّدَيُّـنَ هُو سَبَبُ التخَلُّف والرجعيَّـة والتقهقُرِ الحضَاري والأُمَميِ.


وأضاف في مقال له، أن هذا القولُ الكفريُّ الفاسدُ لا يُفرِزُهُ إلاَّ شُعُور الهَزيمَـة المُتجَذِّرُ في أصحاب الأفواه الطَّافحة بهذه القالَة الصَّلعَـاء ؛ فيعدُّون غايةَ العُلوِّ والفَوز والسَّعَادَةِ مقرُوناً بما يُعايِنُونَ من ظَاهر الحياةِ الدُّنيا وزَهرَتِهَا , وما خوَّلَ الله من سُلطَان الغَلَبة فيها لأعدائهِ مكراً بهم واستِدرَاجاً , ولو علمَ الله خَيراً فيمن يردِّدُ هذه الشُّبهَـة لأسمَعَهُ وأعلَمَهُ أنَّ الدِّيانةَ والتقدُّمَ والتطَوُّرَ صنوانِ لا ينفكَّان أو يختَلفاَن , لكنَّ التطوُّر في الإسْلام لهُ حُدودٌ في أهدافهِ , وحدُودٌ في أدَواتِه , وحُدودٌ في عَوَائدِهِ ومُخْرَجَاتِه ومَا يعقِلُـها إلاَّ العَالِمُونَ ؛ بل لو علمَ اللهُ فيه خَيراً لأعلَمه أنَّ الدين يدعو إلى البحث والاكتشَاف لزيادة اليقين كما في قول المولى سبحانه { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.




وتابع الشنقيطي، إنه لو علمَ الله فيه خيراً لأعلمَهُ أنَّ الدينَ هو الذي فضَح خُرافات الكهَنة والمُشركين الزَّاعمين وجودَ إله للمَطَر وإله للسُّحُب وإله للرياح فأعادَهم دينُ الإسلام إلى الحقيقة الدينية بأنه لا إله إلا الله , وأعادهم إلى الحقيقة العلمية في كيفية تكوُّن الأمطار فقال { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } , ولو أراد الله به خيراً لأسمعَهُ وأوعاهُ دعوةَ الأنبياء جميعاً ومُساهمَاتِهم في التطوُّر والتقدُّم وآخرُهم نبينا صلى الله عليه وسلم القائل في الصحيح حثاً على اكتشَاف الأدوية وتكوينها { إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً } ؛ بل لوعلمَ الله فيهم خَيراً لأسمَعَهم أنَّ ديننا داعيةٌ إلى التطَوُّر والتَّجديد في ميدان الثَّوابت كما في قوله صلى الله عليه وسلم الصحيح{ إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِئَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا }.



وأردف، ما دام الدين كذلكَ في الثَّوَابت فهُو في المُتغيِّراتِ من بابٍ أَوْلَى يحث على التعلم والبحث والمطالعة.! , ولكنَّ أولئك البغَال لا يعنيهم من التطَوُّر إلا ما كان في مجال الشّرك , والفَواحش , وبُنوك (المَنِيِّ) , وأكل الربا , وتشريع السحر ... إلى آخر هذه الدَّرَكات السَّحيقة عافانا الله.

تعليقات