هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
جانب من المناقشة
احتفل ملتقى السرد العربي ليلة أمس برواية "عاشق المسبحة" للصحفية والروائية عبير سليمان، عبر الإدارة المميزة للدكتور حسام عقل الناقد الكبير، مع جو ثقافي تمتع بالماراثونية النقدية لاستخراج أهم مميزات الرواية التي أحدثت ضجة منذ صدورها في مطلع العام الحالي، من خلال استهلال المناقشة بكلمات الكاتبة.
تقول عبير سليمان، إن الدوافع التي جعلتني أكتب الرواية، هي الرغبة الجامحة في إخراج صرختنا للخارج كي نحلل ما انتابنا من تغيرات كبيرة عقب ثورة 30 يونيه وبيان 3 يوليه، لاعبة على أوتار شجون القراء بكلمات أسكبتها دموعًا وإنسانية بنقدنا لأنفسنا مستكشفين أقنعتنا اللامتناهية في مجتمعنا المتلاهث وراء الظواهر والشكليات.
وأضافت، إن روايتي التي أرغب في أن يقرأها العالم، رواية واقعية تهم كل مواطن وقبله الدولة، لأنها ناقوس خطر وجرس إنذار لابد من سماعه، كنت أكتبها حيث تتسرب الحروف من رأسي لتصل بين أصابع يدي لتخطو فوق سطور من لهب مشتعل يزيد ناره كلما زادت الكلمات عليه، كطلقات رصاص تصيب وجداني، قبل أن تدق الورق بقذائف تستهدف كل ضمير وكل صاحب حق، كنت أشعر أني أكتب الحقيقة برماد دخان تارة، وتارة بزجاج الماس أو ما كسر من زجاجات الخمر.
واستطردت في شرح روايتها مضيفة، أعتبر الرواية عنوانًا لانتصار حكمة الله في الأرض لمعرفة الأسباب التي أوجدتنا على الأرض، ومن هنا أدعو لقراءة الرواية لاكتساب الخبرات المسبقة من الأجيال السابقة عبر لعبة الحكي والسرد لنتجنب الوقوع في محظورات الإختباء خلف أقنعة الفضيلة التي يرتكب من وراء ستائرها كل أنواع الموبقات.
وفي نفس الصدد أبرزت الكاتبة والروائية شاهيناز الفقي، بورقتها النقدية النقاط المميزة لرواية عبير سليمان، التي نضح عليها توافر الخبرات الصحفية والموسوعية لديها أثناء سردها وحكيها لأحداث الرواية، مع نجاحها في اختيار العنوان المقترب من طلقات الرصاص الفاتكة بسلبية الحكم على المظاهر التي أوقعتنا في مشاكل لاحصر لها مًطلقة صرختها الجادة بأن نقلع عن تلك الآفة المستديمة.
وأضافت الفقي، الرواية بدأت بوليسية من خلال حادث الأتوبيس وبحث المحقق عن خيوط تلك الحادثة، مستخدمة السارد الخارجي الذي نقلته من محدودية الرؤية إلى شمولية الرؤية عبر التركيز على شخصية هدى الصحفية الملغزة، هذا ما أثر على السرد في بعض المناطق ولكن اتسمت لغة السارد بالحماسة والثورية وقت الكلام عن الوطن والجيش والفساد، وهي لا تناسب شخصية هدى عند تقمصها لدور السارد العليم.
وتابعت، لقد نجحت عبير سليمان في استخدام الرمزية المعبرة عن الشخصيات بإطلاق الرموز على جوهر شخصياتهم مثل: "السيد المرتزق، شمشرجي القانون، مومس صاحبة الجلالة"، حيث استخدمت العامية بلباقة شديدة في الحوار ولكن الحوار كان في حاجة إلى التطويل نسبيًا، وفي النهاية الرواية كما قالت كاتبتها هي انتصار لحكمة الله في الكون ،توكيدًا على عدالة الحياة ولكن أنا أعتقد أن الحياة ليست عادلة بهذا القدر ، فالكاتبة جعلت النهاية تكتب حسب تدابير القدر ولكن تلك الميلودرامية مبالغ فيها في لعبة السرد، لذلك لابد من الواقعية في رسم النهايات لمنطقة الرواية حسب تفاصيل الحقيقة الواقعة.
بعد ذلك تم الانتقال للورقة النقدية للناقد الكبير الدكتور حسام عقل، الذي عبّر عن مثالية الرواية في عدد صفحاتها التي وصلت لمائة وتسعون صفحة وأربعة وعشرون فصلاً، من خلال سير الرواية بما يسمى بالرسالة الفورية، تماشيًا مع التطورات السريعة في حياتنا التي لا يتناسب معها إلا هذا النوع من الفن.
وأضاف عقل، لقد ستخدمت الكاتبة الراوي الذاتي وليس الموضوعي، مع تأثر لغتها في بعض المناطق بالجملة الصحفية في أداء اللغة السلس دون وجود لفظة غامضة وهو كما قال العلامة سلامة موسى: "التساوي لا التعالي"، مضيفًا: عبير سليمان تكتب لكل الأطياف، أي أنها تكتب للقارئ الشامل مع وجود التشويق والترقب في روايتها لإثارة فضول القارئ إلى جانب إنتمائها لمدرسة السرد الريكوردي أو التسجيلي كصنع الله إبراهيم، وإبراهيم أصلان.
وتابع، الديباجة لدى عبير سليمان طالت بعض الشئ، وهي تراهن على قدرتها بالإمساك بالإيقاع وهذه الطريقة لن تجعلك تترك الرواية حتى تصل لنهايتها لإستمولوجيتها (معرفيتها) المميزة،لثراء معلوماتها كما فعل نجيب محفوظ في روايته (يوم قُتل الزعيم) التي كتبها في العام 1985 عن الانفتاح الاقتصادي من خلال خيوط حادث المنصة الشهير.
وأردف، ردّت بالرواية جملاً غريبة يحسب لها نحتها لإضفاء نوع جديد من الأساليب البيانية في فن الرواية مثل وصفها لأحمد مهاب بجعله رمزًا لصفة اجتماعية مشتركة بقولها: الثائر بلا صوت ، المتآمر بلا سند ، الوطنية بلا عمل، عبارات شعرية في الجمل السردية أعطت للعمل مذاقًا خاصًا يعبر عن قدرتها الإبداعية في نحت الأعمال المميزة لتضاف إلى المكتبة العربية ، كدليل مؤكد على قدرتها السردية بالصبغة الصحفية.