حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
عبدالله العجيري-ميليشيا الإلحاد
فكرة الإلحاد المنتشرة الآن على مستوى العالم، أصبحت مقلقة، إذ إنها دخلت إلى معظم البلدان ولم يسلم منها مجتمع من المجتمعات، بل والأشد فتكا، أن يكون الهدف المباشر لهذه الظاهرة هو الشباب، لبنة المجتمع الأساسية.
وفي هذا السياق يقول الدكتور عبد الله العجيري، مدير مركز تكوين للدراسات والأبحاث، معرفاً الإلحاد، وأنواعه المختلفة التي انتشرت في كل العالم، لا سيما العالم العربي، في كتابه "ميليشيا الإلحاد": إن المواقف العقدية الممكنة من مبدأ وجود الله تعالی والوحي والنبوة، أربع مواقف عقدية رئيسية، وهي مرتبة من أشدها تنكرا لهذه المبادئ إلى المؤمنين بها، فاختص الإلحاد بثلاثة منهم وكان الرابع عن الإيمان الحقيقي.
إذ وجد العجيري أن الإلحاد الصلب، أو الإلحاد الإيجابي (Atheism)، هو الإلحاد الذي يؤمن صاحبه بعدم وجود الخالق، وبالتالي يتنكر للوحي والنبوات، ولا يتدین بدین، هذا من جهة الأصل كمفهوم حديث للإلحاد، وإن كانت بعض الملل تمارس طقوسا دينية وتؤمن بقدر من المغیبات لكنها لا تؤمن بوجود الله كمرتكز عقدي لها كالبوذية مثلا، وتدينها إنما هو لطلب تحصيل الحكمة والسعادة والكمال البشري الإنساني.
كما أن الإلحاد السلبي، أو اللاأدري ، (Agnosticism)، هو الإلحاد الذي لا يؤمن
صاحبه بوجود الخالق، لكنه أيضا لا يؤمن بعدم وجوده، بل يقول: ليس عندي دليل
يدل على وجوده فلست مؤمن بوجوده، ولا عندي دليل أيضا يدل على عدمه فلست
مؤمنا بعدمه ، بل متوقف في شأنه لا أثبت ولا أنفي. وقد يتبنى بعضهم إمكانية
الوصول لجوابه، لكن تكافأت في عينه الأدلة إيجابا وسلبا، وقد ينكر بعضهم
إمكانية معرفة الجواب، لعدم وجود أدوات التوصل أصلا إلى مثل هذا الجواب.
وعن فكرة الربوبية (Deism)، يوضح العجيري بأنه موقف عقدي، يؤمن صاحبه بوجود خالق لهذا الكون، لكنه ينكر صلة هذا الخالق بهذا الكون عبر الوحي والرسالة، فالخالق في هذا المنظور العقدي خلق العالم ثم تركه، فلم يكلف الخلق إيمانا ولا تدينا، ولا هو بالذي يسمع دعوات الداعين ويستجيب لهم، ولا يتدخل في شؤون هذا الكون بالمعجزات والخوارق، ولا أرسل رسلا ولا أوحى بشرائع ، والتعرف على هذا الخالق إنما يتم عن طريق التأمل في الكون، والاستدلال العقلي عليه، دون أخبار الأنبياء والرسل والمعرفة المتحصلة عن طريق الوحي.
أما الأخير، فهو المؤمن المتدين (Theism)، ويعرفه الكاتب بأنه الموقف العقدي الذي يؤمن صاحبه بوجود خالق
لهذا الكون، كما يؤمن بالوحي والنبوات، وأن الخالق سبحانه عرف نفسه لخلقه
عن طريق الأنبياء والرسل، وأن الخلق مأمورون من خالقهم بالإيمان والتدين،
وأنه سبحانه يسمع لمن دعاه، ويثيب على العمل الصالح، ويعاقب على الأعمال
الطالحة.