محمود الشنقيطي: التسمك بكتاب الله وسنة رسوله سبيلنا لمواجهة دعوات الإلحاد

  • د. شيماء عمارة
  • الجمعة 26 نوفمبر 2021, 5:54 مساءً
  • 934
أرشيفية (القرآن والسنة)

أرشيفية (القرآن والسنة)

قال الشيخ محمود الشنقيطي في مقال له، إنه لمواجهة الفكر الإلحادي، ومجابهة أمواجه العاتية التي تحاول إصابة الأمة في عقيدتها، فعلينا أن نرجع لكتاب الله وسنة رسوله، والتمسك بهما، والبعد عن كل طريق يؤدي بنا إلى الوقوع في بئر الشهوات والمعاصي.


وأضاف، أنه بهذا الرجوع والتمسك بديننا الحنيف والقرآن والسنة، سنستطيع مواجهة الإلحاد، والتحصن ضد هذه الظاهرة، لنستيقِنَ أن لا سكينةَ ولا يقينَ ولا حقَّ إلا والقُرآنُ والسُّنَّـةُ مصدَراه ومطلعَاهُ , فمَدَارُ شُبَهات المُلحدينَ الذين قُصَّت أخبارُهم في القرآنِ تقومُ على عدة أسُسٍ , أبرزها:  البحثُ عن اللهِ تعالى وملائكتهِ وعَذابهِ بطَريقِ الحسِّ والمُشَاهَدَة المُجَرَّدَةِ.


وأضاف الشنقيطي, أن هذا ما صرَّحَ به بعضُ المفتونينَ في نُباحهِم على (تويتر) وهم يستَحضِرُونَ في ذلكَ شُبهَةَ أسْلافهمُ وطلُبون هذه المُستحيلات إلْحَافاً , مُتَّبعين خُطُوات الفَجَرة القائلينَ { لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } , والقائلينَ أيضاً { أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً } , وكذلكَ طَلَبُ مُعايَنة نُصرَتهم للمؤمنينَ على وجه السُّخرية والاستبعاد كما قالو لموسى عليه السلام { فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا } والقائلين بعدَهم { لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا }.


اقرأ أيضا: محمد نوح القضاة: الملحد ظالم لنفسه


ونصح الشيخ، أنه ينبَغي عند النَّظَر في هذه الجُزئيَّـةِ أن يُعلَم أنَّ طلَب ملاحدَةِ اليومِ والأمسِ مُعاينَةَ اللهِ وملائكتهِ ليسَ طلَباً بريئاً لتحصيل اليقينِ برُبوبيَّة اللهِ وسُلطَانِهِ ؛ لكنَّهُ طلَبٌ دافعُهُ الجُحُودُ والإنكارُ والإلحَادُ , ويُفسّرُ هذه النيََّّـةَ قولُ إمامِ الإلحَادِ فرعونَ { ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } بمعنى أنِّي أنا ربُّكُمُ الأعْلَى فلا يهولنَّكُم ادِّعاؤُهُ أنَّ لهُ ربًّا ينصُرُهُ ويحمِيهِ , ولذا فهُو طَلَب جُحودٍ وإلحَاف.



وعلى المُسلمُ حينَ يُواجَهُ بهذه المطالبِ التعنُّتِـيَّة يطمئِـنُّ إلى أنَّ ربَّـهُ تعالى منَـعَ رؤيَةَ العبَاد لهُ في الدُّنيا فقال { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ } ؛ وعلَّمَنا سُبحانَه أنَّه لا يُكلِّمُ بشَراً { إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ } , ولن يُكشَفَ هذا الحجَابُ إلاَّ لأهلِ كرامته يوم القيَامةِ كما في قوله تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ؛ وهذه قضيَّةٌ ثابتَةٌ عند المسلمين يقيناً ولا مجَال لنقَاشها ؛ وهذا الأمرُ كان عقيدَةً مُستقرَّةً عند الصَّحابة ومُسلَّماً بها ومَفْرُوغاً من نقَاشها , ففي الحديث الصَّحيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال { سَأَلَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هل نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم { هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابٍ ؟ } قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم { فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابٍ ؟ } قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم { وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ كَمَا لا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا } ؛ ولكَ أن تتأمَّل أخي الكَريم سُؤال الصَّحَابة { هل نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } لتَعلمَ أن الأمرَ مفروغٌ منهُ بِالنِّسبَة للدُّنيا فهم على يقينٍ من استحَالَة الرُّؤيَة في الدُّنْيا , ونحنُ كذلك نقول حالاً ومقالاً واعتقاداً صدَق اللهُ ورَسُولهُ وسمعنا وأطعنا , ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ , ولا يُسأَلُ عمَّا يَفعَلُ.

تعليقات