هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
الباحثة جادري سباسيفيتش
التراث العربي ملئ بالكنوز.. وأتمنى تفعيل حركة الترجمة بين الأمتين
مازالت في العقد الثالث من عمرها، باحثة تتميز بالدقة والإتقان في عملها
البحثي، جاءت من ليتوانيا إلى مصر منذ سنوات لتقف أمام الحركات الأدبية بها، إنها الباحثة والمستشرقة الليتوانية (جادري سباسيفيتش)، اقتربت "جداريات " من فكرها بهدوء، وحاولنا أن نتعرف على ليتوانيا منها عن قرب، ووّجهنا لها عدة أسئلة لنعرف وجهة نظرها
في الأدب المصري والعربي، لاسيما أنها مطلعة بشكل جيد على أدب محفوظ والعقاد
وهيكل وغيرهم كما وجدناها مطلعة على الأدب المصري الحديث، وأخبرتنا أنها تعلمت
اللغة العربية لكي تطلع على المزيد من العلوم العربية والثقافية، وإن كانت لها
دراسات في جامعة السوربون ولها بحث حول الفكر الإسلامي المعاصر في مصر خلال
العقدين الأخيرين، كما أنها حرصت على زيارة عدد كبير من البلدان العربية لتتعرف
بشكل أكبر عن الثقافة العربية، ولذلك كان هذا الحوار لمعرفة المزيد من فكرها ووجهات
نظرها في العرب لاسيما في مجال الثقافة والأدب.
وإلى نص الحوار..
هل هناك جهات معنية باللغة العربية في ليتوانيا ؟
نعم، هناك معهد لتعليم
ودراسة اللغة العربية في ليتوانيا منذ سبعة عشر عامًا، وكان الإقبال في البداية ضعيفًا، لاسيما وأن المتخرجين منه لم يجدو مجالات للعمل بسبب ضعف العلاقات العربية مع
ليتوانيا، وانا أتمنى خلال الفترة المقبلة أن تكون هناك علاقات ثقافية بين
ليتوانيا وعدد من البلاد العربية، على رأسهم مصر فهي بلد الحضارة والثقافة العربية،
وهو ما سوف يساهم بشكل كبير على تشجيع الشعب الليتواني على الإقبال لتعلم اللغة
العربية.
هل واجهتِ صعوبة في تعلم اللغة العربية؟
بالتأكيد في البداية واجهتُ صعوبة شديدة في تعليم اللغة العربية، ولكن مع إصراري على تعلمها وإتقانها، استطعتُ أن أجيدها بشكل جيد، يجعلني أطلع على الثقافة والأدب العربي، وبالفعل أنا الآن أكتب العربية بشكل جيد، كل ذلك ساعدني في الإطلاع بشكل أكبر على الثقافة العربية.
ما هو مفهوم
الأخوة الإنسانية بالنسبة للباحثة والمواطنة الليتوانية جادري سباسيفيتش؟
هناك أمور مشتركة
بيننا كبشر تساهم في دحض الخلافات القائمة بين الشعوب، من خلال الآداب والعلوم لأن
كل هذا يساهم في وضع صمام الأمان للشعوب مع بعضهم البعض.
ما هي أبرز
الكتب العربية من وجهة نظرك ؟
الحقيقة هناك كتب
عربية مهمة كثيرة، منها كتب وأدب الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ الذي ساهم بطفرة
كبرى في الأدب العربي خلال القرن الماضي، علاوة أدب السير الشخصية كما كتب عباس
محمود العقاد وعبد القادر المازني وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، إلى جانب
الكاتبة الكبيرة لطيفة الزيات التي أحدثت دويًا هائلًا في عالم الأدب العربي النسائي
خاصة روايتها الشهيرة الباب المفتوح.
هل قرأت في
التراث العربي في فترة العصور الوسطى المستنيرة ؟
أنا للأسف لم أقرأ في التراث العربي القديم، ويرجع ذلك إلى تركيزي الشديد على التراث العربي المعاصر لسهولة لغته عن لغة
التراث العتيق .
ما هو أشهر شئ عن مصر لدى الشعب
الليتواني؟
في الحقيقة هذا
السؤال إجابته ستكون غريبة ، لأن الشعب
الليتواني لا يعرف شئ عن مصر، ومن خلال منبركم الإعلامي المستنير هذا أناشد الجهات
المعنية بالثقافة في البلدين بضرورة عقد برتوكولات واتفاقيات تعاون لنقل تراث
وحضارة وثقافة البلدين لشعوبهما لللاطلاع على منجزات كل بلد.
ما هي طبيعة
سليقتك البحثية ؟
قمتُ بعمل دراسىة مستوفاة مع أطروحة جامعية عن الآداب المصرية بداية من رواية زينب التي قام بتأليفها الكاتب المصري الكبير والاديب المفكر الدكتور محمد حسين هيكل وأعرف انها تم تحويلها إلى فيلم ، كما أطلعت على رواية سارة للكاتب الكبير عباس محمود العقاد وغيرها من الروايات المصرية التي ساهمت في الحركة الثقافية في مصر .
ما هي الرواية
العربية التي تستحق الترجمة إلى اللغة الليتوانية؟
نحن كما ذكرت سابقًا، نعاني من التواصل الثقافي مع العالم العربي، ومن هنا لابد من الإسراع بخلق الكيان
التواصلي على الأسس الثقافية بين الأمتين، لأنني في تقديري أرى أن الترجمة تلعب دورًا مهمًا
في تبادل الثقافات بين البلاد والحضارات.
حدثينا عن ليتوانيا بشكل أكبر وأوسع قبل وبعد الاستقلال ؟
الحقيقة أن المشوار
كان طويلا ومتعبا، للوصول إلى حلم الاستقلال من خلال الصراع المرير المؤلم بين
الطوائف المختلفة للوصول إلى السلطة، وكان هذا الأمر صعبا، خاصة أنه استمر لأكثر
من عشر سنوات، إلى أن استقرت السلطة الوطنية، ووقفت على أقدامها على أرض ثابتة في
عام 2002، ومن هنا بدأ الاستقلال الحقيقي
للبلاد.
بالطبع اللغة الروسية والبولندية، ولكن عقب سقوط الاتحاد السوفيتي سنة 1991 حدث ما يسمى بالانفتاح على الغرب بشكل كبير، وبدأت اللغة الإنجليزية تأخذ مجرى الانتشار بشكل كبير، وهى اللغة الدولية الأولى الآن، وعلى جميع الباحثين أن يتعلموا اللغة الإنجليزية بشكل متقن، كون جميع الأبحاث حول العالم باللغة الإنجليزية، كما أوصي أيضا بتعلم اللغة الفرنسية وباقي اللغات.
كيف تنظرين إلى التراث العربي من خلال أبحاثك؟
أنظر إلى البلاد العربية من خلال منظور اجتماعي بحت، وذلك لطبيعة دراستي لعلم الاجتماع "تخصصي الرئيسي"، وأنا أرى أن التراث العربي ملئ بكنوز من المعرفة، لاسيما أن الحضارة العربية حضارة عريقة، وتمتد في جذور التاريخ، ولذلك أطالب الجهات المعنية بالثقافة في مصر تحريك عمليات الترجمة بين البلدين للاطلاع على التراث والمروث العربي الكبير.
أبحث الآن عن الأدب
المصري المعاصر لمناقشة الأشكال الأدبية المختلفة، ما بين الشعر والنثر والأعمال
الفكرية، وإن كانت معظم دراساتي حول الأدب الاجتماعي الذي يناقش القضايا الاجتماعية
وتداعيات التطور الذي يطرأ على المجتمعات العربية، ولذلك أحرص بشكل كبير على
الحضور داخل الندوات والأمسيات التي تناقش فيها الروايات الاجتماعية لكي أقف ولو
قليلا أمام التغيرات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع المصري.