هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
شعار الإلحاد
سيظل الإلحاد فكرة سخيفة إذا ما وضعتها على كفة الميزان الفكرى فلن تزن شئ، فهي فكرة أقرب إلى الدخان الذي سرعان ما يختفي ، فالإلحاد فكرة وهمية في المقام الأول لا يمكن لأي عقل راجح أن يذهب إلى أن هذا الكون يسير بلا قائد يديره، فهناك بدل العلامة مليون لوجود صانع وخالق ومبدع لهذا الكون الفسيح، ولكن للأسف اتخذ البعض فكرة الإلحاد لكي يتحرر من كل القيود الدينية والاجتماعية من وجه نظره كي يعيش حرا طليقا في الحياة يتحول من عبادة الله إلى عباده النفس البغيضة التي توجه يمينا ويسارا دون مسئولية ودون قيد ، ولذلك الملحد يحدث عن الحرية المطلقة حرية بلا مسئولية بلا هدف بلا هوية حرية أشبه بحرية الحيوان، فكل ما يخطر بباله يصنعه دون قيد يحول بينه وبين هدفه المشين، فهو يتخذ الحرية الحيوانية منهجا له في الحياة ولا يدري أن الحرية هي مسئولية في المقام الأول ، فالفرق بين الإنسان والحيوان العقل المتحكم في أمور الحياة .
التحرر والحرية شعارات دائما ما يرفعها الملحد كي يهرب
من كل قيد ويغرق في ملذات الحياة التي مهما طالت فهي مؤقتة وزائلة لا محالة ولذلك
يقول الكاتب والباحث وديع آل حماد في بححث له بعنوان الإلحاد والحرية والتحرر
الوهمي أن فكرة التحرر والحرية هى الأغنية التي تطرب نفس وعقل الملحد لسماعها،
فتجعله يعيش في حالة عشق وذوبان وهيام لها، وتعشقها أذنه ويرددها لسانه بصوت جهوري
غير مبحوح بلا
خجل ، لافتا إلى أن هذا العشق صنع
لديه حالة تمرد وعصيان على كل المعتقدات الدينية والقيم والضوابط الاجتماعية، وارتسمت
في ذهنه صورة الإنسانية الحقة التي لا تتحقق في نظره إلا من خلال التفاعل مع ألحان
الحرية وإيقاعات التحرر .
وأضاف آل حماد أن الملحد دائما
ما يزعم بانتخابه الإلحاد أنه يسير نحو تحقيق إنسانيته وحريته ، وهذا لا يتأتى له إلا
إذا امسك بتلابيب الحرية، فهي ثابتة من ثوابته فالمتجرد منها متجرد من إنسانيته، والحرية مرتبطة
بالإرادة ارتباطاً وثيقاً، ولتحقيق الحرية لابد من تحرر الإرادة من العوامل الداخلية
الباطنية «المعتقدات» والخارجية الضوابط الاجتماعية.
كما أن الملحد دائما ما يرى يرى أن نيل الحرية
لا يمكن أن يصل إليه الفرد إلا بتحرر عقله وفكره من الخرافات والأساطير والأوهام التي
تسمى بالدين، وبتحرر عقله من أغلال وأصفاد مفهوم الدين - وما يشتمل عليه من تعاليم
وطقوس وتشريعات والتزامات أخلاقية - يصل إلى ما يصبو إليه من حرية وتحرر ، ووتحرير النفس والعقل من الأديان والمعتقدات،
لا تتم إلا بنزع القداسة عنها. فالملحد لا يرى شيئاً في هذا الوجود يستحق أن تصبغ عليه
صفة القداسة.
فالملحد يريد أن يهرب من دائرة المسئوليات
والقيود ويبحث عن كل سبيل ومخرج من الالتزام بالمسئولية ويريد ان يعربد في الحياة
بلا خجل وبلا حياء وبلا شئ ، فهو يعتقد ان لا حياة بعد الموت ومن هناك جاءت له
الفكرة أن عليه ان يستمتع بكل شئ ممكن أمامه حتى لا يعوقه شئ يجعله يستمتع بالحياة
، رغم أن الحياة تعب لجميع البشر بكافة ديانتهم ومعتقداتهم، ولكن الشيطان يخيل له
دائما ان الخرية المطلقة والتحرر من القيود وأوامر الدين سوف تجعل أكثر سعادة
وسرور في الحياة فيعبث ويجد نفسه أسير للأمراض النفسية ويبدأ يلعن النجتمع ويتمرد
على كل شئ .
ويرى أل حماد أن الملحد رسم لنفسه هدفاً من إلحاده يريد الوصول
إليه، ألا وهو فك إنسانيته من القيود المكبلة لها المتمثلة في الأديان، وبفك هذه القيود
عنها تتحقق الحرية التي من خلالها يشعر بوجوده كإنسان، إذ بدونها بفتقر إلى إنسانيته
، ونحن لا نختلف معه بأن إنسانية الإنسان منوطة بحريته وإرادته وتعقله، ولكن كيف يستطيع
الملحد أن يحقق حريته ويحرر إرادته من الأديان؟
الملحد يعيش وهم خادع كاذب اسمه الحرية وتحرير
الإرادة، إذ يظن أنه قد أدخل فرسه إلى ميدان الحرية وهو في الواقع واهم، فبينه وبين
الحرية نفق مظلم يتعذر فيه رؤية بصيص الحرية، إذ هو - واقعاً - لم يتحرر من الدين بل
استبدل دين بدين من صنع البشر.
والملحد لو قرر أن يعيش تجربة تأملية تفكرية مجردة
من الدين الذي هجره والدين الذي انتخبه «الإلحاد» سيجد بأن الغاية التي ينشدها من إلحاده
ما هي إلا سراب بقيعة يحسبها العطشان ماءً. حيث يهدف من إلحاده التحرر من الالتزام
بالقيود، وهو في الواقع قد تحرر من التزامات وقيود دين سابق وارتبط بالتزامات وقيود
دين جديد اسمه الإلحاد