د. محمد جاد الزغبي يكتب: الحرة التي أكلت بمفاتنها!

  • أحمد عبد الله
  • الثلاثاء 09 نوفمبر 2021, 3:07 مساءً
  • 1015

 

 

هو مثل عربي شهير جدا يقول (تجوع الحرة .... ولا تأكل بمفاتنها)، والمثل يعطى صورة عن أن أحرار النساء من العرب لا يمكن لواحدة منهن أن تأتي الفاحشة ــ حتى لو جاعت ــ بل وحتى لو يكن الزنا حراما لما فعلته مروءة.

هكذا كانت (الحرة) في تاريخنا العربي الأصيل الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام:

(الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية ... خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)

بمعنى أن أساس الأخلاق العربي كان موجودا ومتوفرا وجاء الإسلام فتمم الناقص منه.

هذا عن أخلاق (الحرة) في زمن الجاهلية وبالطبع في زمن الإسلام، أما في عصرنا الحديث فهناك (حرة) من نوع آخر، فهي قناة من القنوات الفضائية الأمريكية تنطق بالعربية وتتسمى بقناة (الحرة) لكن التسمية لا علاقة لها بالمسمى فعمل القناة الإعلامية قائم على الدعارة الإعلامية ــ وعذرا على اللفظ ــ وهي تستعين وتقوم بتأجير رجال من المفترض أنهم مسلمون وعرب لكن أعمالهم يخجل منها اليهودي والمجوسي أن يفعلها بعقيدته أو وطنه.

وابراهيم عيسى انكشف أمره وانتهى منذ زمن بعيد لكنه كعادته ــ يعمل بلقمة عيشه ــ فحيثما كان التمويل تجد ابراهيم عيسى والبحيري وأمثالهما.

والقصة كالتالي:

أولا:

كشف الإعلامي المعروف حافظ الميرازي عن تعاقد قناة (الحرة) مع ابراهيم عيسى والبحيري لتقديم برامج (إسلامية!) وطبعا نعرف ما هو نوع الإسلام الذي يقدمونه، فهو الإسلام الذي يستنكر فيه ابراهيم عيسى أن يقرأ الناس القرآن باعتبار القرآن بعيد عن تخصصهم!

ثانيا:

ثار الناس مع تصريحه الأخير واعتبروه امتدادا لسلسة الإلحاد التي يروج لها منذ عدة سنوات مع أنهم لو فهموا القضية لما ثاروا وما غضبوا

لأن ابراهيم عيسى أيها السادة ليس ملحدا أو شيعيا أو علمانيا أو إسلاميا !!

ابراهيم عيسى يعمل بعمل صاحبات الرايات الحمراء حيثما وجهها سيدها تمتثل لأمره وليس لها الحق في الاعتراض على الزبون

ثالثا:

وحتى يكون كلامنا موثقا ارجعوا لتاريخه القريب أيام جريدة الدستور في الإصدار الثاني حيث كانت الجريدة توزع وتكسب بسبب دعم الإخوان تنظيميا لها وبشكل شبه معلن وبأوامر خيرت الشاطر كان الإصدار الأسبوعي للجريدة ينفذ فور صدوره، وبالمقابل فقد كان ابراهيم عيسى وقتها إسلاميا أكثر من الإسلاميين وراجعوا أعداد الدستور وستجدونها مليئة بمقالات الدفاع عن الإخوان ضد مبارك ومقالات الدفاع عن الفكر الإسلامي وتاريخه

بل وصل إبراهيم عيسى في تطرفه إلى أنه دافع في مقال كامل عن الجماعات الإسلامية نفسها ــ ليس الإخوان ــ بل الجماعات ووصفهم بأنهم شباب يدافعون عن العقيدة لكنهم أخطئوا الطريق!

وهاجم وزارة الثقافة في أزمة الروايات الإلحادية بل إنه كتب مقالا مطولا في الدستور ذات مرة استشهد فيه عشرين حديثا من صحيح البخاري!، ومقال آخر دافع فيه بضراوة عن الإمام الشافعي

رابعا:

ورغم الوجه الإسلامي لإبراهيم عيسى في 2004 وحتى 2011 إلا أنه عندما كان تحت رعاية العلمانيين في جريدة روز اليوسف لم يكن كذلك بل كان علمانيا محضا وكانت مقالاته موجهة بضراوة ضد الشعراوي والغزالي وشيوخ الأزهر.

خامسا:

في الفترة من 2011 حتى 2014 كان ابراهيم عيسى هو صاحب أول مانشيت يقول (يسقط حكم العسكر) وشعار (عسكر كاذبون) أيام حكم المجلس العسكري

أما بعد 2014 وحتى اليوم فقد انقلب عيسى إلى التأييد المطلق للحكم العسكري وتبنى توجهات الهجوم على ثوابت الدين والدعوة للتجديد بزعمه، رغم أنه هو نفسه كان مدافعا شرسا عن هذه الثوابت وعن التاريخ الإسلامي قبل ذلك وكان له برنامج شهير يتناول فيه تاريخ الصحابة وحكم الخلافة الراشدة!

وفي الصورة المرفقة ستجدونه مع ابنة خيرت الشاطر في بدايات 2004 عندما ذهبت تطلب منه مناصرة أبيها في قضية ميلشيات الأزهر واستجاب ابراهيم عيسى لطلبها وجند الجريدة للدفاع عن الشاطر

وبالتالي ...

يجب أن نفهم طبيعة هذا الرجل حتى لا نظلمه، فالرجل مأجور ويعمل بضمير ليخدم توجهات من استأجره.

 

 

 

تعليقات