أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الاحتفال بالشاعرة ليلى حسن
عقدت بالأمس أمسية احتفالية بالشاعرة ليلى حسن لاقتراب صدور ديوانها الأول (حروف عطفك) المحتوي على 30 قصيدة من شعر العامية ، وسط أجواء ثقافية وشعرية رائعة، وألقت الشاعرة المعروفة بـ"ليالي الغائب" بما ينضح بالأصالة متلمسة الأجواء المصرية بحروفها الحياتية المعقودة بحبات العقد النفيس.
أدار الأمسية الشاعر الكبير السعيد عبد الكريم مفتتحًا كلماته بالاحتفاء باقتراب خروج الديوان من رحم المطبعة كي ينتشر بين أيدينا لنستشف منه ما يرتقي بمشاعرنا ، من أجل إعلاء قيمة الثقافة التي تبدأ بالارتقاء بنفوسنا عبر القوافي ، معلنًا عن بزوغ شمس ملتقى (الناي الشعري) في أكتوبر القادم و الذي سيعقد في أول خميس من كل شهر طامحًا بمناقشة الديوان بعد خروجه للنور في الملتقى ليكون الإحتفاء مزدوجًا بميلاد كلاً من الديوان والملتقى.
ألقت الشاعرة بعضًا من قصائدها من ديوان (حروف عطفك) الذي يبدأ بقصيدة (رموز الحلم) وينتهي ب(رغيف الحياة) راسمةً أدق التفاصيل من الحياة المصرية بقصائدها المميزة.
أشار الناقد الكبير د/ رمضان الحضري بأن الشاعرة موهوبة بمعنى أن الإلهام الحقيقي يأتيها عبر التشوق للكلمة الملهمة التي تعبر عن أدق تفاصيل حياتنا في صورة منظومة بلهجتنا اليومية ، فالإنسان الموهوب حينما يكتب القصيدة فهو في لحظة وحي وإلهام واقعًا بين العالم من حوله وبين عالمه الداخلي الذي يصوغه حسب مقياسه الشعري كي يستطيع إيصال رسالته الشعرية للمُتلقي بمنتهى اليسر والسهولة.
أضاف د/ الحضري بأن عناوين الديوان ، لا نجد فيه عنوانًا واحدًا باللهجة العامية بل كلها عناوين متأثرة بالفصحى مثل:
رموز الحلم - دق زار - حروف عطفك - مرار الصبر - نسمة شوق - رسالة شهيد - عدسة موت - نبض حي.
ليس في العناوين فقط بل في النصوص أيضًا مثل:
فكك رموز الحلم
وأنقشها في رسالة.
هي تكتب الفصحى وهي تظن أنها تكتب العامية لإتيان الوحي فصيحًا لتغير ملامحه بسليقتها العامية.
أما الناقد الكبير د/ حسام عقل فأكد على أن الديوان يقترب بملامحه لكلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد ، لأن كل من يفكر في العامية وقت تخطيه لخطواته الأولى لن يخرج عن أعمدة العامية المصرية الكبار :
فؤاد حداد - صلاح جاهين - بيرم التونسي.
لذلك رأى عقل بأن ليلى حسن تقترب بقريحتها الشعرية من فؤاد حداد أمير الزجل والقوافي المصرية الصميمة إلى جانب إقتراب موهبتها من الشاعرة السكندرية الكبيرة زينات القليوبي التي لم تحظى بالتكريم الذي تستحقه إلى الآن لطلاوة أشعارها.
ديوان الشاعرة ليلى حسن يمتلك سمات فنية هامة مما يجعلنا نعلن بثقة و جدية بأنه حان الوقت لإعطاء قصيدة العامية صفة المواطنة وعلى الأكاديميات المختلفة أن تنسى نظرات االتعالي والإغتراب للقصيدة العامية.
تتسم قصائد الديوان بالدلالات الحسية خاصةً في قصيدة (فكك رموز الحلم) إلى جانب وجود ملاحظة هامة بأن 90% من قصائد الديوان عن الحب والعشق دون التطرق لمواضيع أخرى ولكن السبب في عودة الشاعرة لينابيع الشعر مجددًا عقب غياب عامين كنوع من أنواع فتح الشهية لقرائح مستقبلية في أعمالها القادمة.
تضمنت الأمسية فواصل غنائية بصوت المطربة اليمنية نورهان خالد غنت فيها أجمل ما غنت جارة القمر فيروز مع إلقاء الشاعرة لقصائد ديوانها كنوع من أنواع التأهيل للجمهور لإستقبال الوليد المنتظر بخلفية مسبقة عن تفاصيل القصائد الثلاثين.