بانسيه.. شاعرية السرد.. والأمل من رحم الموت

  • جداريات 2
  • الأحد 08 سبتمبر 2019, 5:49 مساءً
  • 894
جانب من الندوة

جانب من الندوة

عايدي جمعة: البنية الزمنية سر التشويق في الرواية

حسام عقل: العمل ينزع إلى الرومانطيقية الحزينة ويطرح أسئلة أنطولوجية

 

حلقة نقاشية عقدها أمس ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، مواصلا بها نشاطاته الثقافية الدائمة ناقش خلالها رواية بانسية للكاتبة عبير العطار، بحضور عدد من الكتاب والنقاد منهم الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الادبي الحديث بكلية التربية جامعة عين شمس، والناقد الدكتور عايدي علي جمعة، والإذاعية نهى الروميسي، ولفيف من الكتاب والمبدعين والصحفيين ومحبي الأدب ومتذوقيه.


في البدء أكدت الإعلامية والإذاعية نهى الرميسي أن رواية بانسيه  تذكرنا بكلاسيكيات الماضي فكلما استحكمت الدوائر الرومانسية تكثر التساؤلات حول كل عقد الحياة، كما أنها تأخذنا من الزمن الصعب المشحون بالعذاب إلى التحليق لمعانٍ سامية وحزن مرهف وجمال يحارب القبح لتخليص النفس من أدرانها وأحزانها لنعود لإنسانيتنا المهجورة.

الدكتور حسام عقل في مناقشته للرواية قدم  قراءةنقدية ضافية للعمل بدءا من الإهداء: "إلى بانسيه حين تقضم تفاحة الحياة" الذي أكد عقل أنه يعبر عن مخاوف الإنسان الكبرى، ويذكرنا بما حدث لآدم عليه السلام وطرده من الجنة بسبب تفاحة، مضيفا أن الجمل السردية عند عبير العطار منحوتة بقدر كبير من الكثافة الغنائية بشكل يقترب من الشعر المنثور، مرجعا ذلك إلى النزعة الرومانطيقية في الرواية حتى حينما تذهب الكاتبة إلى الواقعية تظل متلبسة بالرومانطيقية النازعة إلى الحزن الأنطولوجي، كما يسميه الدكتور محمد غنيمي هلال.

وعن شخصيات الرواية شدد "عقل" على أن عبير العطار نجحت في تصوير سيكولوجية معقدة بين البطلة بانسيه وأختها عائشة، فمن الصعب تحديد مشاعرهما تجاه بعضهما هل هي حب أم كراهية، ولاحظنا أن الكاتبة رغم أنها شحيحة التفاصيل لكنها كانت مسهبة عند تصوير علاقة الأختين.

وعن بعض المآخذ على الرواية أوضح عقل أننا كنا في حاجة اكثر إلى التفاصيل عن المكان والزمان الشخصيات في هذا العمل وليس الاكتفاء بالإطار العام فقط لأن الروية فن التفاصيل، كاشفا أيضا عن وجود بعض الأخطاء اللغوية التي وقعت فيها الكاتبة ممثلا ببعض الجمل، منها: "ألم تكف تلك السنين؟!" وصوابها "السنون". 

وقدم الدكتو عايدي على جمعة ورقة نقدية لرواية بانسيه، مؤكدا خلالها أن التيمة الأساسية التي قامت عليها الرواية هي تيمة "الموت" وما يستتبعه من الحكمة والحزن الذي خرجنا به من الرواية، مضيفا لكن مع ذلك وفي ظل هذا الموت تكون هناك بارقة أمل بمولد طفلة في نهاية الرواية جاءت نتيجة حب البطلة مع شخصية أخرى هو "سامي"، فيولد الأمل من اليأس و الحياة من الموت، وهو ما يذكرنا بأسطورة إيزيس وأوزوريس.

وكشف جمعة أن سر التشويق في هذه الرواية هو التلاعب بالبنية الزمنية، حيث تبدأ الأحداث من المنتصف ثم تنطلق إلى الأمام ثم تعود إلى الماضي مرة أخرى، من خلال الفلاش باك، مختتما أن الرواية حوت ما يسميه البعض "نظرية فائض المعنى"،  التي تعتمد على الاستعارات المتفشية في الرواية.

فيما أكدت القاصة عبير عبدالله خلال مناقشتها للعمل أن الرواية اعتمدت على فكرة المعادل الموضوعي في شخصية بانسية وأختها عائشة، كما طرحت سؤالا حول شخصية الخادم سعيد النوبي وهو: لماذا يكون دائما النوبي دائمة في دور خادم في الاعمال الأدبية؟

تعليقات