باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
بقلم - نجلاء نور الدين بكر
كما نعلم الأسرة هي أساس كل شيء في المجتمع، وهي تمثل السكينة والطمأنينة
لكل افرادها وأساس هذه الاسرة هما الزوج والزوجة.
والأصل في الحياة انه لا يوجد طلاق أو انفصال حيث أن النية الصالحة عند
الزواج تقتضي ذلك بل تكون النية انه لا يفرق بينهما إلا الموت.
ويأتي الطلاق عارضا وذلك حينما تعتري الاسرة بعض العوائق والأزمات التي
تستحيل معها الحياة فكان لابد من حلول لها.
ومن رحمه الله بعبادة ان الاسلام لا يجعل من هذه الازمات كربة ابدية لا
تنفك ابدا.
بل من تمام نعمة بعبادة انه مكنهم من المفارقة إذا أراد أحدهم استبدال زوجا
مكان اخر او التخلص ممن لا يلائمها بالطلاق وهو ليس أبغض الحلال كما يقال فليس
هناك حلال بغيض عند الله.
فالحديث المنسوب للنبي ﷺ (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) ليس حديثا صحيحا ولا
ثابتا عن النبي ﷺ.
ومع ذلك فقد وضع الشرع معايير وضوابط شديدة لإباحة الطلاق وذلك حرصا على
سلامة الاسرة وأكد على انه كل طرف سيحاسب امام الله على ذلك وأمر وشدد على ان يكون
له اسباب مشروعة ومعتبرة،
حيث قال الرسول إذا سألت المرأة زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة
الجنة.
كما أجاز طلبة إذا وقع ضرر
ومن أقوى اساب الضرر خصوصا في هذا الزمان هو عدم الانفاق وهو ما يوقف
الحياة ويحتم استحالتها حتى لو كان عدم الانفاق لعسرة الزوج.
فقد خيرها الإسلام بين الصبر او
الفراق وبشرط الصبر دون شكوى ودون ان تمن على الزوج بصبرها وإذا صبرت ظفرت فتؤجر
على صبرها حيث يقول تعالى:
[إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ] {الزُّمر:10}
إنما يوفي الصابرين اجرهم بغير حساب
ومن اقل الاسباب وأضعفها هو عدم القبول او النفور من الزوج بدون سبب واقعي
بل لأسباب نفسية
وقد أتاحت الشريعة أيضا مخرجا للمرأة في هذه الحالة، وفي هذه الحالة يستحب
للزوج تطليقها إذا رأى منها عدم الصبر او التحمل وان لم يفعل فعليها بالخلع ولا
أثم عليها في ذلك.
لأن الخلع فرضته الشريعة كمخرج عند عدم التوافق النفسي بين الزوجين تقديرا
من الله تعالى إلى أن القبول وعدم القبول بين الزوجين لا حيلة فيه للإنسان
فالأرواح جنود مجندة
والاسباب خلف الطلاق والخلع كثيرة جدا ومتعددة فالبيوت بها العجب والحياة
الزوجية كالصندوق المغلق لا يعلم خباياه غير الله.
وبعد كل هذه الرحمات بنا من المولى يأتى الجهل المجتمعي فيصف المرأة بالفشل
في حياتها الزوجية طالما وقع الفراق، وكأن الأسباب لابد أن تكون محصورة بالمرأة
وحدها وهو لا ينم إلا عن جهل وتخلف بعض العقول وأيضا قله الوعي الديني.
فالمرأة المطلقة ليست بفاشلة وإلا سميت سورة الطلاق بسورة (الفشل) ولكنها
عند المفسرين سميت بسورة (الفرج) حيث يقول عز وجل
[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا
تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ
فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا]
{الطَّلاق:1}
ويقول أيضا
[وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ
وَاسِعًا حَكِيمًا] {النساء:130}
فالمرأة التي نزلت بها مصيبة الطلاق والخوف من المستقبل وما فيه يأتى الله
من فوق سبع سماوات ليطمئنها فيقول لها لعل بعد الفراق أمال أخرى جديدة ولعل الايام
القادمة تحمل في طياتها ابواب من السعادة والراحة، حتى لو اختارت المرأة عدم تكرار
الزواج لخوفها على أبنائها مثلا.
فهؤلاء النساء اللواتي اختار الله لهن ان يعيشوا بمفردهن لهم كل الاحترام
والتقدير فهي امرأة قوية تغلبت على بيئة اجتماعية غير ملائمة لها وفضلت الاستقلال
بحياتها وحياة ابنائها فهي المؤنسة التي فطرت على المؤانسة تعيش عكس فطرتها
المكتفية بذكر النعم يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف يخبروا الله فقط بما يؤلمهم
وكفي به عليما فلا ذنب لها فيما اختاره الله.
ولا بد ان ندرك جيدا انه استمرارية الحياة الزوجية ما هي إلا هبه وهبها الله
لكل من الزوجين فالحياة اختي العزيزة لا تستمر ابدا بجمالك ولا ذكائك ولا بغنى
الرجل او منصبة الاجتماعي ولكنها فقط منحة من الله
حيث يقول في كتابة العزيز
[وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] {الرُّوم:21}
اية بمعنى معجزة بسورة الروم التي ورد فيها سبع معجزات فيهم معجزة الزواج
فإذا سحب الله هذه المنحة انتهى كل شيء ولا تسأل عن سبب فالقلوب بين إصبعي
الرحمن يقلبها كيفما يشاء
فاتقوا الله في نساء المسلمين ما أكرههم إلا كريم وما اهانهم إلا لئيم
حفظ الله بيوت ونساء المسلمين.