رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هؤلاء تنبأوا لنجيب الرواية بجائزة نوبل

  • معتز محسن
  • الأربعاء 04 سبتمبر 2019, 6:11 مساءً
  • 1033
الباحث معتز محسن

الباحث معتز محسن

هل جاء فوز نجيب الرواية العربية بجائزة نوبل العالمية صدفةً لم يتوقعها أحد من قبل؟ سؤال طرح نفسه في ظل دوام ذكر هذا الكاتب الكبير الذي يعد أمير ًا للرواية العربية دون شك أو تفكير لما حققه من ريادة كبرى عبر صبره و دأبه في البحث عن جديد المجتمع من خلال مراحله الثلاث: التاريخية (1939 - 1944)K، الواقعية (1945 - 1956)، الفلسفية (1959 - 1987).

خلال تلك الرحلة الطويلة التي نبحر بها لاكتشاف الإجابة عن السؤال المطروح الآن، تتضح لنا معلومة هامة توثق لأمنية المستقبل، من خلال شيخ الترجمة بالأهرام وديع فلسطين الذي كتب مقالة نقدية عن ثاني روايات محفوظ (رادوبيس) سنة 1943 قال فيها : "يومًا ما  سيتوج هذا الأديب الموهوب بجائزة نوبل العالمية".

تمر الأعوام ويأتي العام 1946 من خلال كلام عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد الذي قال عقب قراءته لرواية (خان الخليلي):

أعلن هنا عن نضج محفوظ الروائي في (خان الخليلي) التي سارت على نهج أعمال ديكنز النقدية الاجتماعية في الأدب الإنجليز ي، مما يبشر بقدوم يوم نسمع فيه عن فوزه بنوبل للآداب.

يظل النهر الروائي مغداقًا معطاءً دون السؤال عن المكافأة أو الإطناب ليأتي الشاعر والمسرحي نجيب سرور يدلو بدلوه في كتاب يحمل صفة البحث و الدراسة عن ثلاثية القاهرة الشهيرة و التي أكد فيها عن عالميته في الطرح من خلال التركيز على المحلية كما فعل: أناتول فرانس - شارلز ديكنز - فرانز سيلانبا - توماس هاردي - إيميل زولا و ... غيرهم.

يأتي العام 1962 معلنًا عن فوز جون شتاينبيك الكاتب الأمريكي بجائزة نوبل عن رائعته (عناقيد الغضب) عقب أكثر من 18 مرة رشح لها ليهل علينا عميد الأدب العربي بمقال توثيقي عن اللحظة المنتظرة في جريدة الأهرام قائلاً: "نحن نمتلك من هم أكثر موهبةً و براعةً في أدبنا العربي وإن أردنا أن نختار بل نكتشف من هو الكاتب العربي الذي يستحق العالمية؟ انظروا لنجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة الدامجة بين أصالة التعبير ومعاصرة التصوير كما هو موجود بالأدب العالمي".

تتوالى الأعوام كتوالي الأمواج ليأتي لنا العام 1987 حاملاً في خبيئته نفحات النبأ المنتظر بإشارات تعد النفس لبزوغ الأمل السعيد من خلال الكاتب خيري شلبي في بورتريهه عن نجيب محفوظ، مبشرًا الجميع بأن العالمية قد تهبط يومًا ما كالمنطاد على صاحب الثلاثية والحرافيش.

يشاركه في البشارة بنفس العام الأديب الكبير جمال الغيطاني في كتابه الذي حاور فيه الأديب الكبير تحت عنوان (نجيب محفوظ يتذكر) معلنًا دون قصد أو مباشرة عن الأسباب التي سوف توضح مستقبلاً وقت الإعلان عن الخبر السار ، كبطاقة تعارف للجميع بصاحب المداد الساحر.



هل كانت هذه المقولات تنجم عن طالع المستقبل أم هناك ما يؤكد عبر الوثيقة الملموسة صحة التوقع؟

منذ سنتين كشفت أم كلثوم نجيب محفوظ عن تلغراف أرسلته الأكاديمية السويدية في العام 1980 تبشر فيها الأديب الكبير باحتمالية الفوز المنتظر خلال عشر سنوات قادمة.

تجمعت النبؤات كالزهور النضرة في سلة واحدة وقت بزوغ المستقبل المأمول الذي سار واقعًا مشرقًا يوم 13 أكتوبر من العام 1988 بإعلان الأكاديمية السويدية، بفوز نجيب محفوظ كأول مصري و عربي بالجائزة و ذلك :

من خلال الأعمال الغنية بدقيق الفكاهة والواقعية الواضحة الرؤية، و التي شكلت ملامح فن السرد العربي الذي ينطبق على جميع البشر.



تعليقات