أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
جانب من الندوة
أقام ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، برئاسة الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس، وتنسيق وإدارة الكاتبة عزة عز الدين، مساء اليوم ندوة لمناقشة العمل الروائي الجديد للكاتبة لشاهيناز الفقي "يا شمس أيوب" والذي حازت به جائزة إحسان عبد القدوس.
وأكد عقل في كلمته، أن شاهيناز الفقي كتبت من نبع جديد، بأفكار جديدة وشخصيات جديدة، ونجحت في التطور دون الاحتباس في نجاحاتها الأولى، وأنها دخلت إلى التفاصيل الدقيقة كأنها احتكت بكل تلك التفاصيل في الشوارع والمقاهي الشعبية.
وأوضح، أن شاهيناز سردت التحولات الجذرية التي حدثت في السبعينيات في المجتمع المصري، مضيًفا: شاهيناز الفقي تعبر بقلمها الفني وبضمير جمال حمدان اليقظ لترصد حالات التشوه في الوجدان المصري والذي بدأ منذ الحقبة السبعينية، حيث أرّخت لهذه الحقبة بدون وضع مساحيق التجميل. فرصدت الوقائع بكل سلبياتها ومشاكلها كما هي.
وتابع، الرواية هنا مجال لصناعة الأحلام وهذا يظهر من البدء في الإهداء، كما أن الشخصيات تحاول بناء حلم لها في العديد من المواقف، مشيرًا إلى أن شاهيناز لديها نوستالجيا للفترة الملكية في مصر، باستدعاء بعض مصطلحات تلك الفترة، حيث تطل الرواية بعدة زوايا على الأحداث في تلك الفترة وفيها حالة من التنوع الطيفي، والنص فيه استدعاء لمعجم أولاد البلد، كما أن أيوب بطل الرواية هو الرمزية للصبر .. شخصية تخمش بالأظافر في صخرة القدر.
وأوضح، أن الذات الروائية الساردة تقارب المكان من عدة مناظير، كما أن الراوي هنا ضالع ومتورط في الحدث فهو راوي ذاتي وليس موضوعي يتأثر بشخصياته، وأن شاهيناز استطاعت أن تمتص الصدمات وتجرعها القاريء بأسلوب رشيق لا ينفر القاريء منها، كما جاء في مشهد بيع الجسد لـ "أم عبير" أحد الشخصيات المحورية للرواية، حيث تعرضت لأحداث حقيقية كأحداث دنشواي، كما أنها رسمت شخصية أم عبير بتعاطف ورسمت شخصية ايمان بحصافة ومهارة، كما أن لديها خفة ظل الراوية، ولديها المهارة الحكائية.
وأشار عقل، إلى أن شاهيناز الفقي تعمدت في بعض الأحيان أن تحجب التفاصيل وترصد فقط حكمة المشهد، فهي راوي المقهى التي ترصد عمق المجتمع وتخترق إلى البسطاء.
وحول النص، قال عقل: النص فيه إدانة لشريحة ممن يتجهون في الفتاوى للتكسب، كشخصية الشيخ يونس، شخصية الشيخ يونس الشخصية التي استغلت التدين الفطري عند المصريين، وهو نموذج لتسليع الفتوى، حيث كشفت الفقي عن انهيار الهرم الإجتماعي في حقبة السبعينات، وهذه هي الرسالة الأساسية، الشق الطبقي الذي بدء مع الحقبة الساداتية، مشيرًا إلى أن الكاتبة لديها إجادة لتوظيف المونولوجات الداخلية.
وأوضح، إن ذكر حادثة 1977 انتفاضة الخبز، دليل على أن المؤشر السياقي فيه تخابث فني مقبول لاستقبال المتلقي للحدث، وأن الكاتبة استخدمت لغة المفارقة، كما أنها تشير لفكرة شائكة وهو تعامل المصريين مع الفن والأدب والازدواجية التي تحدث فيمن يحرم الفن ثم يذهب إلى مشاهدة فيلم كلاسيكي أو سماع أغنية دينية، والرسالة هنا أن الإسلام لا يعادي فن يهذب الوجدان، فهذا تنوع طبوغرافي مدهش في النص خلق حالة من الثراء والتنوع الطيفي.
واختتم عقل: استطاعت الكاتبة ببراعة وصف تفصيلي لميدان لاظوغلي عام 77، دليل على العمل الأرشيفي الواسع قبل الكتابة، كما استخدمت تقنية الرسائل من باب تنوع الأسلوب في السرد، كما يوجد استحصاد ونضج فني في هذا النص، حيث تأثر النص بالحمولة القرآنية مع تطور الأداء اللغوي الواضح أيضاً في هذا النص، مشيرًا إلى أن النص مكتمل من جميع الأوجه.. أسلوبيا.. بلاغيا.. لغويا.