حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
أرشيفية
قال الدكتور خالد عبدالعليم جليلة،
الباحث في الفقه الإسلامي، إن الإلحاد أصبح آفة العصر، وأصبح الناس في حالة سيئة من البعد عن حقيقة الدين، إذ إنهم ينكرون ما جاء في الكتاب والسنة من حلال وحرام، كي يجدوا ما يسمونه بالحرية.
وتسائل جليلة، خلال حديثه في إحدي محاضرات هل الحرية المزعومة تكون بالبعد عن الدين وعن الفطرة السليمة، واللجوء إلى الإلحاد كطريق يظنون أنه مفروش بالسعادة، وهو محاط بالنيران من كل جانب؟
وأضاف جليلة أن هناك العديد من الطرق لعلاج مشكلة الإلحاد، لكن يتطلب الأمر، أن نسعى جميعا لنشر الحلول بطريقة تتفق مع سمة العصر الحالي.
وأكد أن شباب اليوم أصبح لديهم طرقا للتفكير والحوار تختلف عما قبل، فلابد على كل مسلم يحاول في مكافحة الإلحاد أن يجد الطريق المناسبة للرد بالعقل والعلم دون تعصب أو إتخاذ مواقف عنيفة تجاه الملحد.
ويرى جليلة أن الملحد ماهو إلا حالة مرضية يجب أن تعامل بهدوء وأناة حتى نتمكن من القضاء على المرض لا القضاء على الشخص نفسه.
وأضاف، أن أهم الطرق لمعالجة الإلحاد في إعمال العقل بالفكر والتدبر، وقال إن تعطيل العقل مصيبة !!! فالعقل هو آلة الفكر التي يصل بها الإنسان إلى الحقيقة، ولو جلس الملحد مع نفسه وأعمل عقله في كل شبهة انقدحت في قلبه لوجد جوابها بداخله دون معونة من أحد بالفطرة التي وضعها الله في جميع مخلوقاته، لأن الله فطر الناس على حبه ومعرفته والإيمان به، والشواهد في الكون كلها تدل على حقيقة وجود الله.
وتابع، أنه يجب الإعراض عن الشبهاتالتي قد تصيب المرء بالشكوك في قلبه، وعليه التخلص منها بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم امتثالا لما جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. "، وجاء في سنن أبي داود : " فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان. " حسنه الألباني .وأضاف أيضا أن البيئة التي ينشأ فيها الشخص والتربية التي يتلقاها، هي أول الأسباب في توجهاته نحو فكر معين، وأوضح أن المعنى هنا ليس فقط البيئة المتحررة، إنما أيضا بعض البيئات المتشددة تشددا بعيدا عن روح الدين قد تتسبب في إنقلاب الشخص على الدين كله، كما أن الصحبة الصالحة من أهم طرق العلاج والوقاية من الإلحاد، إذ أن الصاحب ساحب، وتأثير الصاحب على صاحبه كبير شاء أم أبى، فمن جلس مع الصالحين سيتعلم من صلاحهم أو يتأثر بصلاح أحوالهم أو تصيبه رحمة من رحمات الله التي تتنزل عليهم.