طه مصطفى أبو كريشة.. ذكرى رحيل اللغوي الأديب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر

  • أحمد حمدي
  • الجمعة 01 أكتوبر 2021, 9:42 مساءً
  • 655

قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عددًا جديدًا من مشروعه التثقيفي «قُدوة» ، استعرض فيهه تاريخ الأستاذ الدكتور طه مصطفى أبو كريشة، اللغوي الأديب، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وذلك بمناسبة ذكرى وفاته

وولد الدكتور طه أبو كريشة في 8 مايو من عام 1937م، بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، وصَاحَبَهُ التفوق طوال مسيرته الدراسية، ففي عام 1957م حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية، والتحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة، وحصل على الإجازة العالية عام 1961م، ثم حصل على درجة الماجستير في الأدب والنقد عام 1970م، وكان موضوع رسالته حول: ميزان الشعر عند الأستاذ عباس محمود العقا،  ثم درجة الدكتوراة عام 1973م بمرتبة الشرف الأولى، وكان عنوان رسالته: النقد العربي القديم بين المذاهب النقدية الحديثة.

تَدَرَّج الدكتور أبو كريشة في العديد من المناصب داخل جامعة الأزهر الشريف وقطاعاته، فعُيِّن معيدًا بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1968م، ثم مدرسًا مساعدًا عام 1970م، وترقى في المناصب العلمية حتى عُيِّن وكيلًا لكلية اللغة العربية، ثم عميدًا لها عام 1994م، وفي عام 1996م عُيِّن نائبًا لرئيس جامعة الأزهر فرع البنات، ثم نائبًا لرئيس الجامعة لشئون الطلاب عام 1997م، ثم أستاذًا متفرغًا عام 2002م، واختير عضوًا بهيئة كبار العلماء بعد عودة نشاطها عام 2012م بعد تَوَلِّي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر الشريف.

ظلَّ رحمه الله مجنَّدًا بالجيش المصري مُدَّةَ عشرِ سنواتٍ، شارك خلالها في حرب أكتوبر المجيدة، وما سبقها من مواجهاتٍ واستعداداتٍ لها؛ فكان له دور فعَّال في إشعال حماس الجنود من خلال خطبه التي كان يحدثهم فيها عن غزوات سيدنا رسول الله ﷺ، ويَحُثُّهم فيها على الجهاد، وقتال المحتلين والغاصبين؛ دفاعًا عن الدين والوطن، ولم يشغله واجبه الوطني عن رسالته العلمية؛ فحصل خلال هذه السنوات على درجتي الماجستير والدكتوراة.

كَرَّمه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عام 1961م، في عيد العلم بعد حصوله على المركز الأول على الدفعة أثناء تخرجه في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، كما كَرَّمه الرئيس عبد الفتاح السيسي مرة ثانية عام 2015م / 1437هـ أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وكان دكتور أبو كريشة يعتزُّ بهذا التكريم كثيرًا؛ لما حمله من تقدير القيادة المصرية لما قدمه لدينه ووطنه، وتقدير دور العلماء في بناء الأوطان.

اتسم دكتور أبو كريشة بالتواضع وحسن الخلق، وكان يُلَقَّبُ بين زملائه وطلابه بـ(الخلوق)، و(راعي المبدعين والمتميزين)؛ فكان يُشَجِّع تلامذته، ولا يبخل عليهم بالنصيحة، ويفتح لهم آفاقًا تتناسب مع ملكاتهم العلمية التي يتميزون بها.

كان رحمه الله صاحب عقل مستنير، وفكر وسطي معتدل، وقلم بارع رشيق أثرى المكتبات العربية بالعديد من البحوث والمؤلفات في اللغة العربية والشعر والبلاغة والنقد؛ ومن مؤلفاته: النقد الأدبي التطبيقي، أصول النقد الأدبي، من الشعر الجاهلي في ميزان النقد الأدبي، من الشعر العباسي في ميزان النقد الأدبي، من الشعر المملوكي في ميزان النقد الأدبي، إضافة إلى كتاباته في عدد من المجلات؛ منها: مجلة الأزهر، ومنارة الإسلام، وعدد من الصحف المصرية، وجريدة صوت الأزهر، التي كان ينشر له فيها مقالًا أسبوعيًّا، ويحرص دائمًا على تسليمه في موعده.

كما أثرى الإذاعة المصرية بالعديد من التسجيلات، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل مصر وخارجها، وأشرف أيضًا على العديد من الرسائل العلمية.

بعد رحلة حافلة بالعطاء وطيب الأثر، وخدمة الإنسانية، رحل عن عالمنا الدكتور طه مصطفى أبو كريشة في الأول من أكتوبر عام 2018م، وقد بلغ من العمر 81 عامًا.

 

تعليقات