كيف نوفق بين "لن يدخل أحد الجنة بعمله إلا بفضل الله ورحمته"، و"ادخلو الجنة بما كنتم تعملون"
- الأربعاء 27 نوفمبر 2024
السعودية - جانب من أحد المهرجانات الثقافية والتراثية
زخرت السعودية بحركة ثقافية قوية لعبت دورا محوريا في تطورها وإبراز ريادتها وتراثها، دعمها إدراج تطوير هذا القطاع ضمن رؤية المملكة 2030.
تعيش السعودية حاليا أزهى عصور الاهتمام بالعلم والثقافة والفن والأدب وكل ما يتصل بهذه المجالات، التي سلطت المملكة عليها الضوء باعتبارها ممر العبور الأمن لحقبة أكثر تطورا ونضجا في حياة الأمم.
وعلى
مدار عقود، حرصت المملكة على تعزيز مكانة قوتها الناعمة من علوم وفنون
وثقافة؛ إيمانا منها بأهمية هذه المجالات في تدشين حاضر مزدهر ومستقبل
مشرق، بجانب قدرتها على استقطاب المبدعين وإفشاء الحوار والتواصل بين
الأمم.
بمناسبة احتفال السعودية بيومها الوطني رقم 91، الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، تسلط العديد من المواقع والصحف الضوء على الحراك الثقافي في المملكة وتطوره واستقطابه للمبدعين.
النهضة الثقافية في المملكة تعد ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي عاشتها خلال السنوات الماضية، والتي صاحبها العديد من المبادرات المهمة في هذا القطاع، منها:
شهد عام 2019 إطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة بهدف تطوير القطاع، وتضمنت 27 مبادرة تخدم 3 أهداف رئيسية، هي: الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
أعلن وزير الثقافة مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" في 2019 للاحتفاء بإنجازات المبدعين السعوديين في القطاعات الثقافية الـ16 الرئيسية التي اعتمدتها الوزارة في وثيقة رؤيتها، وتضمنت 14 جائزة تغطي المجالات الثقافية كافة.
- مبادرات ثقافية
أعلنت وزارة الثقافة ضمن استراتيجيتها العامة في مارس 2019 عن إطلاق 27 مبادرة بينها عدد من المبادرات التي تفتح آفاقا جديدة أمام المبدعين وتحتضنهم، وشملت تأسيس صندوق "نمو" الثقافي، وإطلاق برنامج الابتعاث الثقافي، وبرنامج ثقافة الطفل، والاهتمام بالمهرجانات الثقافية وبيوت الثقافة.
شهد عام 2019 أيضا إعلان وزير الثقافة السعودية عن عودة الفنون للمدارس، من خلال تعاون وزارته مع وزارة التعليم لتضمين مناهج الفنون (موسيقى ومسرح) في الكتب الدراسية.
ومن شأن هذا القرار دعم رؤية المملكة في تنشئة جيل محب للثقافة والفنون ومقدر لدورهما المهم في تطور أي مجتمع.
استضافت وزارة الثقافة السعودية بينالي "بينالسور" للفن المعاصر في دورته الثانية 2019، حيث حطّ رحاله في المملكة للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وهو وليد المنصة العالمية للحوار الثقافي والفني العالمي "بينالي".
في 19 ديسمبر 2019، أعلن وزير الثقافة السعودي إطلاق تسمية "عام الخط العربي" على عام 2020؛ احتفاءً بالخط العربي وتقديراً لما يُمثله من أهمية في التعبير عن مخزون اللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
أعلنت الحكومة في 29 أبريل 2019 تأسيس الجمعية السعودية للحفاظ على التراث الصناعي، إضافة إلى تأسيس برنامج يُعنى بالتراث الصناعي الذي يمتد إلى آلاف السنين.
ويُقصد بالتراث الصناعي الإنجازات الاجتماعية والهندسية التي صنعها الإنسان بعد النهضة الصناعية، ويتكون من المباني والآلات والمصانع والمناجم ومواقع التكرير والمستودعات.
أقدمت المملكة على خطوة تأسيس أكاديميات للفنون 2019 ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، بينها واحدة متخصصة في التراث والفنون التقليدية والحرف، وأخرى خاصة بالموسيقى.
الثقافة والفنون تعدان من أهم ركائز التحول الوطني للمملكة، من خلال إدراجهما ضمن رؤية 2030، بهدف الإسهام في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
وشهد عام 2019 طفرة غير مسبوقة في النشاطين الثقافي والفني السعودي، بهدف توفير منتج مميز يساعد في رفع مستوى جودة الحياة.
في
عام 2020 أصدرت المملكة قرارا شكل منعطفا تاريخيا ويتضمن إنشاء 11 هيئة
ثقافية من بينها: الأدب والنشر والترجمة والتراث والمكتبات.
من أبرز ملامح التطور الثقافي في المملكة إنشاء الأكاديمية الملكية للفنون التي تضم المسرح الوطني، ومدينة للإنتاج الثقافي والإعلامي مع إطلاق مبادرات لدعم المثقفين، من بينها إنشاء صندوق خاص لدعم الفنانين.
كما تم تدشين عدة مشاريع ثقافية ضخمة منها مشروع القديّة والمجمع الملكي للفنون ودار الأوبرا السعودية وغيرها.
رؤية المملكة الطموحة 2030 تضمنت أيضا التركيز على الاستثمار الثقافي؛ إيمانا منها بالإمكانات الهائلة التي تختزنها الأرض السعودية، ثقافة وتاريخا وحضارة.
وشهد الواقع الثقافي المحلي على مدى السنوات الماضية حراكا مختلفا، يتماشى مع التغيير المرتقب، بهدف تنمية الثقافة وإتاحة فرص الاستثمار في هذا المجال المهم عبر مهرجانات وبرامج تتفق والحالة الرقمية التي يعيشها العالم.