رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أحمد بدر نصار يكتب : الإسلام وكوخ العم توم

  • جداريات Ahmed
  • الأحد 01 سبتمبر 2019, 00:57 صباحا
  • 1336
غلاف الرواية

غلاف الرواية

ستظل رواية كوخ العم توم للكاتبة هاييت بيتشر ستاو علامة فارقة في تاريخ الأدب العالمي، ليس لأنها وزعت 300 ألف نسخة في عام واحد، وليست أنها كانت أكثر الكتب مبيعا بعد الكتاب المقدس في القرن التاسع عشر  ولا لأنها طبع منها ما يقارب من 140طبعة ، وعدد طباعتها بلغ الآن ملايين النسخ، ولكن الرواية استطاعت أن تغير واقع مرير كان محاطا بالعبيد من كل اتجاه ، استطاعت أن تربك العالم كله ، جعلت أكثر من 500 ألف سيدة من إنجلترا ترسل لها رسالة شكر لما تضمنته الرواية من صرخات بصوت ملايين العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي العالم أجمع ، وإن كانت أحداث الرواية حدثت في ولاية كنتاكي وهى أقل الولايات التي شهدت ظلم وتجبر وقسوة بحق العبيد عن باقي الولايات الأمريكية البالغة 52ولاية ، وبعد صدور الرواية بتسع سنوات حدثت الحرب الأهلية ومن ثم تحرير العبيد سنة 1861 وتم تحرير العبيد في أمريكا وباتت الكاتبة هاييت ستو رمز المحبة والقدسية عند كل العبيد وغير العبيد ، لدرجة أن الرئيس الأمريكي ابراهام لينكون طالب مقابلتها وقدم لها كل التحية والتقدير لما قدمته في روايتها الخالدة.

والحقيقة أن الرواية التي نقلها للعربية المترجم منير البعلبكي تؤكد أننا أمام كاتبة تمتلك أدواتها ونقلت أحداث الرواية التي في تصريح للكاتبة قالت أنها كتبت الحقيقة وأنها كتبت ما شاهدته بنفسها ، ولذلك بعد نجاح الرواية نجاح زلزال العالم تقول الكاتبة هاييت ستاو إن الرواية كتبها الله وما أنا إلا أداة لخروج هذا الكتاب للنور وتحرير الملايين من العبيد ، والحقيقة ستظل هذه الكاتبة نبراسا لكل البشرية لدورها القيم والهادف في تحرير إناس كل ذنبهم أنهم ولدوا سودا.

والحقيقة إن الإسلام قد سبق هاييت ستاو في تحرير العبيد من بداية أن كفارة القسم أو الإفطار أو الجماع في نهار رمضان هو فك رقبة لاسيما أن عالم العبيد كان مزدهرا قبل الإسلام ودائما التشريع كان يأتي بشكل سلسل ومرتب ويكفى أن الإسلام حث على المساواة بين جميع البشر وليس هناك فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى، فالإسلام سبق الغرب في مناداة المساواة بين جميع البشر بلا استثناء.

كما أن رواية كوخ عم توم تظل من أروع وأجمل الروايات في تاريخ الأدب العربي رغم مرور أكثر من 70سنة على نشرها ، وهذا ليس عجيبا فالأعمال الصادقة يكتب لها الخلود ، فالصدق والإخلاص في تأدية العمل والرسالة لا يأتي بعد سوى النجاح ،وهذه قاعدة أو قانون إلهي وضعه الله للبشرية جمعاء دون تفرقه .

  

تعليقات