هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
أحد أعداد مجلة الهلال
لعل من المفارقات أن تأتي ذكرى صدور العدد
الأول من مجلة الهلال (1 سبتمبر 1892) لمؤسسها جرجي زيدان متواكبة مع الحملة
الجائرة التي يشنها بعض الموتورين على وجود أشقائنا من السوريين في مصر، ذكرى ترد
عليهم بأنه طالما كان أهل سوريا حاملي شعلة تنوير ومن رواد النهضة المصرية (وقت
انطلاق المجلة كانت سورية ولبنان دولة واحدة ضمن بلاد الشام)، وما زالت
الهلال حاضرة في المشهد التنويري بعد مرور 127 عاما على تأسيسها احتضنت المجلة على مدارها أقلام أهم أعلام الفكر
العربي، أمثال طه حسين وزكي مبارك ومي زيادة ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وعباس محمود
العقاد.
عن المجلة ودورها الحضاري والتنويري يؤكد الدكتور حسام
عقل، أستاذ النقد الأدبي
الحديث بكلية التربية جامعة عين شمس، في العدد
التجريبي من مجلة "جداريات"، أن الهلال لعبت ضمن مجلات
أخرى مثل المقتطف والرسالة والوجديات والإمام وغيرها من الدوريات الرفيعة
والمشرفة التي جمعت بين الانتماء
والاستنارة أدوارا جذرية في اجتراح
البدايات وصياغة باكورة الرحلة من الفكر والانتماء والانفتاح بمعادلات حضارية
محكمة فاعلة في المشهد الفكري كلما اختنق أو حاصرته السدود.
أما
عن مؤسس مجلة "الهلال" جرجي زيدان فهو حسب ما يقدمه موقع "هنداوي" مفكر
لبناني وأحد رواد الرواية
التاريخية العربية، وعلم من أعلام النهضة الصحفية والأدبية والعلمية الحديثة في العالم
العربي، وهو من أخصب مؤلفي العصر الحديث إنتاجًا.
ولد في بيروت عام ١٨٦١م
لأسرة مسيحية فقيرة، ورغم شغفه بالمعرفة والقراءة، إلا أنه لم يكمل تعليمه بسبب الظروف
المعيشية الصعبة، إلا أنه اتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وقد عاود الدراسة بعد
ذلك، وانضم إلى كلية الطب، إلا أنه عدل إكمال دراسته فيها، وانتقل إلى كلية الصيدلة،
وما لبث أن عدل عن الدراسة فيها هي الأخرى، ولكن بعد أن نال شهادة نجاح في كل من اللغة
اللاتينية والطبيعيات والحيوان والنبات والكيمياء والتحليل.
كان بالإضافة إلى غزارة
إنتاجه متنوعًا في موضوعاته، حيث ألَّف في العديد من الحقول المعرفية؛ كالتاريخ والجغرافيا
والأدب واللغة والروايات، وعلي الرغم من أن كتابات زيدان في التاريخ والحضارة جاءت
لتتجاوز الطرح التقليدي السائد في المنطقة العربية والإسلامية آنذاك والقائم على اجترار
مناهج القدامى ورواياتهم في التاريخ دون تجديد وإعمال للعقل والنقد، إلا أن طرحه لم
يتجاوز فكرة التمركز حول الغرب الحداثي (الإمبريالي آنذاك)، حيث قرأ التاريخ العربي
والإسلامي من منظور استعماري (كولونيالي) فتأثرت كتاباته بمناهج المستشرقين، بما تحمله
من نزعة عنصرية في رؤيتها للشرق، تلك النزعة التي أوضحها بعد ذلك جليًّا المفكر الأمريكي
الفلسطيني المولد إدوارد سعيد في كتابه "الاستشراق". رحل عن عالمنا عام ١٩١٤م، ورثاه حينذاك كثير من الشعراء أمثال أحمد شوقي، وخليل
مطران، وحافظ إبراهيم.