ماكرون يزور جامع النوري بالموصل ويتابع التطويرات المعمارية فيه

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 29 أغسطس 2021, 10:20 مساءً
  • 814
ماكرون خلال زيارته لجامع النوري

ماكرون خلال زيارته لجامع النوري

بوجه حزين استعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المشاهد الأولى لجامع النوري السني بالموصل، الذي تعرض للتدمير على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي.

صور ماكرون بين ما تبقى من جدران الجامع أعاد للأذهان يوما مأساويا (21 يونيو 2017) حين حولت معاول "داعش" جامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل العراقية من صرح شامخ شاهدا على التسامح والتعايش إلى ركام.

لكن هذه الآلام نجحت الإمارات في تخفيف جزء منها، بعد أن أشهرت سيفها القاطع في وجه الإرهاب، معيدة لجامع النوري بالموصل روحه وحضارته.


فما هدمه الإرهاب في ذلك المسجد الذي أعلن منه زعيم داعش المقتول أبوبكر البغدادي، عام 2014، إقامة خلافة مزعومة، تكفلت دولة الإمارات بترميم معالم المدينة الواقعة شمالي العراق.

خطوة إماراتية جاءت في إطار مشاركتها بمشروع "إحياء روح الموصل"، الذي يشمل عملية ترميم الجامع ومنارته الحدباء وكنيستي الساعة والطاهرة.

والنوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير، هو جامع تاريخي يقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل، فيما تسمى المنطقة المحيطة به محلة الجامع الكبير.


اسمه مشتق من نور الدين زينكي الذي أمر ببنائه عام 1172، وهو المسجد الذي شهد ظهور البغدادي لأول وآخر مرة علنا قبل 6 سنوات.

أما مئذنة أو منارة الحدباء فتعد أعلى منارة في العراق، والمعلم الوحيد المتبقي من المبنى الأصلي للمسجد، واستطاعت المحافظة على هيكلها لمدة 9 قرون، ما يجعلها معلما مرتبطا بالمدينة التي باتت تسمى أيضا باسم المنارة، أي الحدباء، كما طبعت صورتها على ورقة نقدية من فئة 10 آلاف دينار عراقي.

وبعد هدم الجامع في 1942، لم يبق منه غير المنارة والمحراب وبعض الزخارف الجبسية، فيما يتكون الجامع الجديد من مصلى بمساحة 143 مترا مربعا.


وينقسم بيت الصلاة إلى قسمين، الأول يضم بوائك تطل على الصحن، والثاني غير مفتوح للبلاطات.

بينما يعتبر المحراب جزءا أصليا في الجامع الذي ظل منتصبا شامخا لقرون قبل أن تطاله أيادي الإرهاب، ثم تلقفه سواعد الإمارات، لتعيد للصرح التاريخي ألقه المفقود.

ولا يختلف اثنان على أن جامع النوري ومنارته الحدباء هو إرث تاريخي للحضارة الإنسانية جمعاء، وترميمه عقب الدمار الذي لحقه يصدر للعالم رسالة سلام ومحبة وتعايش.


وبالنسبة للإمارات فإن إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته يحمل بين طياته السلام والتعايش في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب والثقافات.

ويعد نموذجا يبرز دور الإمارات في صون التراث العالمي والحفاظ على الموارد الثقافية، من خلال تبني مبادرات مستدامة تضمن حق الأجيال المقبلة في المواقع الأثرية والتراثية.

عراقيا فإن أعمال بناء جامع النوري جزء من مشروع كامل لبناء منارة الحدباء وكنيستي الطاهرة والساعة، بعد تعرضها للتدمير على يد عصابات داعش.

ويجرى تنفيذ المشروع بتمويل إماراتي وإنجاز وتنفيذ منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية "يونسكو" وبإشراف وزارته.

وكانت الموصل تعتبر "عاصمة" تنظيم داعش الإرهابي الذي احتل لأكثر من ثلاث سنوات مساحات واسعة من العراق.

وعام 2018، وضع حجر أساس الجامع في مبادرة من اليونسكو لإعادة إحياء المدينة، بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية، والوقف السني، وبتمويل من الإمارات بلغ 50 مليون دولار.

وفي نوفمبر عام 2020 أعلنت لجنة دولية مسابقة لاختيار تصميم الجامع النوري، فوز فريق من 8 مصريين، من بين 123 فريقا من دول العالم.

تعليقات