ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
يظل حنظلة ذلك الكائن الجسور ، رمز التحدي الدائم ، أيقونة تفاؤلية لا تشيخ و لا تمل من ترقب المستقبل حتى وإن كثرت الأشواك الصلبة في طريق التحرير المأمول لأرض خصبة مغتصبة بين حوافر الكيان الصهيوني.
متى ولد حنظلة ؟
ولد مع ترقب الأمل برد ضربة هزيمة 1967 في عام النصر المفاجيء في حرب يوم الغفران من العام 1973 و كأن الأمل المُجسد في الواقع الإبداعي يتوالد مع العبور الفعلي على أرض الواقع كحالة توأمية بين الحلم و الحقيقة لعبور العراقيل التي تعطل النصر المنتظر.
حنظلة ذلك المخاض العسير الذي ولد عبر ريشة الأيقونة التشكيلية الفلسطينية ناجي العلي الذي تمر اليوم ذكراه الثانية و الثلاثين الذي أغتيل في لندن وسط أجواء مجهولة المصادر حول أسباب الاغتيال ورغم ذلك لم يمت حنظلة معه لوجود من يسربه كأسراب الحمام الباحثة عن الحرية والحقيقة.
يقف الشاب الدائم واضعًا يديه خلف ظهره في وضع تجاهلي لمن يفقد الأمل برفع راية الوطن المسلوب ، حتى وإن طال الإنتظار مُعيقًا سيمفونيات التشاؤم عن عرض نغماتها الصاخبة بشعره الرامز للأسلاك الشائكة للفتك بمن يشكك في ميلاد الأمل وبزوغ شمسه الساطعة.
لماذا بقي حنظلة ؟
بقي حنظلة ، لإستمرار التساؤل الحزين على موعد دق أجراس و إطلاق آذان الأمل في ملحمة موحدة للأطراف المتصارعة ، ولتكرار النسخ الحنظلية ما بين يمنية وسورية وليبية وعراقية تسأل عن المقر و المرسي لإلتقاط الأنفاس من أجل إعادة بناء ما تهدم من شظايا الغدر ولهيب الخيانة العظمى.
تفوح من حروف اسمه مرارة الواقع الموزع بين مختلف أرجاء المنطقة ، كدليل قاطع على بقاءه على قيد الحياة ما دامت الشعوب المتناحرة شاهرة أسلحتها من أجل سراب لامع لا يؤدي إلا إلى البكاء الدموي المتوج بقطرات الندم.