"تيك توك".. رسائل مجهولة تروج للتطبيق بربح وهمي

  • د. شيماء عمارة
  • الخميس 26 أغسطس 2021, 10:22 صباحا
  • 976
رسائل وهمية من تيك توك تخدع المصريين

رسائل وهمية من تيك توك تخدع المصريين

استغل البعض، الإقبال العربي على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الكبير، وشهرة تطبيق "تيك توك"، ليقوم بالنصب باسمه، والتعريض بمبالغ كبيرة لمن يقوم بتثبيت التطبيق على هاتفه.

ومع رغبة أغلب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، في الربح السريع من التفاعل، أو المشاركة بهذه المنصات، أصبح من السهل استخدام هذا الولع لتحقيق أهداف بعض المجرمين، معتمدين على صعوبة الإمساك بهم، وخاصة عند استخدام وسيلة الرسائل المجهولة.

وعلى مدار الأيام الماضية، يتم ترويج رسائل الكترونية مجهولة، للترويج لتطبيق الفيديوهات الصيني "تيك توك"، يحقق من يرسلها ربح فوري،  بمجرد دعوة الآخرين لتحميل التطبيق.

 وشكلت هذه الرسائل، هوساً على مواقع التواصل الاجتماعي في أكثر من من دولة، وخاصة مصر، التي تحول فيها الموضوع لتريند.

ودعت رسائل إلكترونية ، رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، لترويج لتحميل تطبيق  "تيك توك"، مقابل الحصول على ربح قيمته 900 جنيه مصري عند إعادة نشر هذه الرسالة على عدد من المستخدمين، رغم أن هذه الرسائل مجهولة، ولا تروجها الشركة رسميا، أو تحمل شعارها.

وتبادل عشرات الآف في مصر، هذه الرسائل الإلكترونية على ماسنجر الـ "فيسبوك"، دون توضيح الجهة التي تمنح  هذا الربح، أو كيفية الحصول عليه.

ومن جانبه، يرى محمد الحارثي خبير الاتصالات، واستشاري تطوير الأعمال والإعلام الرقمي، أن تطبيق "تيك توك" الصيني، غير باقي التطبيقات، في وسائل الترويج، أذ أنه لم يعلن منذ إنشائه عن منحه أموال لصالح المتفاعلين أو المشتركين فيه بشكل مباشر، وهذا عكس ما تطبقه عشرات التطبيقات الأخرى.

وأضاف الحارثي، في تصريحات صحفية، أن شركة "تيك توك" لم تعلن رسميا، عن تقديم أموال لمن تصلهم أي رسائل في هذا الصدد ولهذا فإنها غير ملزمة أمام الجماهير بدفع هذه الجوائز، ومن الوارد أن يكون هناك شركات أو  قراصنة الكترونيين"هاكرز" تروج لهذه الرسائل بغرض اختراق البيانات.

وأوضح، أن أغلب التطبيقات، تلجأ لزيادة عدد مستخدميها، عبر منح أموال  لوكلاء يقومون بدورهم باستقطاب أكبر قدر ممكن من الشرائح المختلفة.

وتابع: ويقدم التطبيق للوكلاء أموالاً باهظة، وفي المقابل يعطي الوكلاء من يسوقون لهم أجزاء من تلك الأرباح، وهو ما تم في الترويج لتطبيق" لايكي" في مصر، والذي تم القبض على بعض وكلائه بتهمة الترويج للفسق، والدعارة، والاتجار بالبشر.

وأوضح الحارثي، أن أي تطبيق على منصات مواقع التواصل الاجتماعي يتم تحميله يعمل في المقام الأول على الاستفادة من البيانات، والمعلومات لأغرا ض ربيحة، وتسويقية تخصه، وينجح في تحقيق ذلك من خلال تدوير الدعاية له بشكل مكثف.

وأضاف، أن كافة المنصات الرقمية مثل "فيس بوك"، و"يوتيوب"، و"أنستقرام"، وغيرها، تحقق عائدات ضخمة بوسائل مختلفة، من خلال الإعلانات الممولة أو المدفوعة كما يفعل موقع "فيس بوك"، "يوتيوب".

وتابع: أن تطبيقي "فيسبوك"، ويوتيوب"، يحصلان على المقابل المادي نظير الإعلان لمنتج أو سلعة، ثم يقوم بدفع جزء من هذا العائد بشروط محددة، لأبرز المشاركين فيها، حسب عدد مشاهدات الإعلان على صفحاتهم، أو قنواتهم.


وأكد الحارثي، أن تطبيق "تيك توك"، تحديدا نجح في استقطاب فئات عمرية مختلفة عن غيره من التطبيقات، كما أن المواد التي تنشر عليه مختلفة.

وتابع: أن "تيك توك" يوجه له في العديد من الدول عدة اتهامات، أهمهم هو تسريب واستغلال البيانات، والثاني هو عدم خضوعه للمعايير الأخلاقية في المحتوى الذي ينشره، لهذا حظرته عدد من الدول.


من جانبه يرى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، في تصريحات صحفية، أنه لاحرج من الناحية الشرعية في المشاركة في أي نوع من أنواع الدعاية، طالما  لا يوجد أى تعدي على حقوق الأفراد، والشركات، لأن هذا يعتبر مؤثم شرعاً ولا يجوز.

وشدد كريمة، على أن تحقيق الربح طالما كان حلالاً من خلال العمل في المنازل، أو من أي مكان، لا إثم فيه إذا لم يترتب عليه أي إثم، أو جريمة، أو شيء يرفضه الدين، أو القانون.


جدير بالذكر أن فتوى أحمد كريمة، لاقت هجوما كبيرا، بسبب ما يروجه تطبيق تيك توك من محرمات، وهدم المنظومة الأخلاقية، حيث دشن البعض حملة للرد على كريمة، مطالبة إياه أن لا يتحدث فيما لا يدري، لا سيما مواقع التواصل الحديثة التي لا يعرف عنها شيء.

تعليقات