رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

32 سنة على اغتيال رسام الكاريكاتير الذي أربك إسرائيل

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 29 أغسطس 2019, 1:01 مساءً
  • 750
ناجي العلي

ناجي العلي

 في مثل هذا اليوم من 32 سنة على اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي والذي أطلق عليه ريشة فلسطين المقاتلة وفقالة لوكالة الانباء الفلسطينية ، وللحق فأن ريشة العلي كانت أقوى من الرصاص كونها كانت تدافع بشراسة عن الحق الفلسطيني ليس على أرض فسلطين فحسب بكل في كل بقاع الأرض  

 

 في قرية الشجرة القابعة بين الناصرة وطبريا في الجليل الشمالي من فلسطين ولد ناجي سليم حسين العلي سنة  1938 ، وبسبب إرهاب العصابات الصهيونية اضطر  العلي للنزوح مع أسرته عام 1948 إلى مخيم عين الحلوة جنوب صيدا في لبنان ، وظل العلي هو أسرته المتمثلة في والده ووالدته وأخوته الثلاثة وشقيقته الوحيدة يفترشون الحصر

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية حوار أجراه العلي مع الكاتبة المصرية الراحلة رضوى عاشور في عام 1984 في بودابست يقول فيه إن شخصية هذا الطفل الصغير الحافي هي رمز لطفولتي. أنا تركت فلسطين فى هذا السن وما زلت فيه. رغم أن ذلك حدث من 35 سنة، إلا أن تفاصيل هذه المرحلة لا تغيب عن ذاكرتي وأشعر أني أذكر وأعرف كل عشبة وكل حجر وكل بيت وكل شجرة مرت على في فلسطين وأنا طفل صغير .

وفي عام 1963 سافر العلي للعمل صحفيا  في مجلة الطليعة الكويتية في الكويت، وبدأ بنشر رسوماته الكاريكاتيرية على صفحاتها، وظل ناجي مواظبا على العمل في المجلة حتى العام 1968م، وهو العام التالي لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش في (11/12/1967) ولكن الكويت عام 1968 شهدت تغيرات سياسية قادتها تحركات المعارضة، وأقدمت الحكومة خلالها على ترحيل العديد من العرب العاملين في الصحف والمجلات الكويتية، إلا أن ناجي العلي غادر الكويت طوعا، بمجرد أن وجد إرهاصات الوضع  خشية أن تقوم الحكومة الكويتية بتسفيره فلا يتمكن من العودة، وعندما عاد إلى لبنان تزوج من وداد نصر، وبعد أن هدأت التطورات السياسية في الكويت عاد إليها ناجي، والشيء المميز أثناء عودة ناجي العلي من الكويت إلى لبنان أنه تعرف على العديد من عناصر الجناح العسكري لحركة فتح (قوات العاصفة)، واطلع على مجموع العمليات التي نفذتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، فألهبت هذه العمليات مشاعره الوطنية وتميزت رسوماته في تلك المرحلة بالمناداة للكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لاستعادة الأرض، وما زاد من عنفوان المشاعر الوطنية لديه، الانتصار في معركة الكرامة .

وعندما عاد العلي إلى الكويت بعد أن هدأت الأمور ولاسيما في تلك المرحلة نضجت مداركه السياسية لدرجة أصبح فيها متحدثا صلبا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وكان من كبار المؤيدين للرئيس جمال عبد الناصر وللثورة الفلسطينية، كما توثقت علاقات ناجي مع الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي والصحافي حنا مقبل والروائي رشاد أبو شاور، وتحولت رسوماته إلى تأييد صريح للرئيس جمال عبد الناصر، مستنهضا الأمة العربية لإزالة آثار هزيمة الجيوش العربية في حرب الأيام الستة عام 1967 .

وبعد أن أوقفت الحكومة الكويتية إصدار مجلة الطليعة، عمل ناجي العلي في صحيفة السياسة الكويتية حتى عام 1974 حيث عاد إلى لبنان ليعمل في صحيفة السفير، ثم عاد مرة ثانية ليعمل في صحيفة السياسة الكويتية حتى عام 1978، ثم رجع إلى لبنان ليعمل مرة أخرى في صحيفة السفير حتى العام 1983، عمل بعدها في القبس الكويتية والقبس الدولية .

   ومن المدهش أن ناجي العلي قد انتج أكثر من 40 ألف عمل فني، غير تلك التي منعتها الرقابة وظلت حبيسة الرفوف، وأعطى ثلاثة كتب في أعوام 1967، 1983، 1985، وعرضت أعماله في بيروت ودمشق وعمان وفلسطين والكويت وواشنطن ولندن، ويشكل "حنظلة" أشهر شخصيات رسوماته الكاريكاتيرية

 وفي يوم 22يوليو عام 1987 أوقف العلي سيارته على رصيف الجانب الأيمن لشارع ايفز جنوب غرب لندن، حيث مقر جريدة القبس الدولية. لم يكن ناجي يعلم أن قاتلا يترصده، ورغم التهديدات التي تفوق المائة حسب قوله، والتي كانت تنذره بالعقاب على رسوماته، وتلقيه معلومات وافية بأن حياته في خطر دائما  نظرا لأن الموساد الإسرائيلي قد جعله هدفا، إلا أن ناجي العلي لم يتخذ لنفسه أية إجراءات للحماية، لإيمانه القدري وفقا لمقولة: "الحذر لا يمنع القدر"، لذلك كان اقتناصه سهلا  اقترب منه القاتل ليطلق على رأسه الرصاص ولاذ بالفرار ودخل المستشفى وظل بها حتى رحل يوم 29أغسطس 1987. 

 

 

 

تعليقات