حسان بن عابد: تصديق نظرية التطور يتطلّب أن يلغي الإنسان عقله تماما!
- الخميس 28 نوفمبر 2024
الإمارات تقود مشاريع طاقة الرياح
تواصل دولة الإمارات مد جسور التعاون مع دول العالم للنهوض بمشاريع توليد الطاقة من الرياح.
وتأتي جهود الإمارات في هذا القطاع، انطلاقا من موقعها الريادي
كجهة محفزة وحاضنة للجهود الدولية الرامية إلى تسريع وتيرة التحول نحو
الطاقة المتجددة، وتخفيض الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية الضارة
بالبيئة، للحد من ظاهرة التغيّر المناخي.
وتسهم الإمارات بشكل فاعل في رفع معدل إنتاج الطاقة من الرياح على المستوى العالمي وذلك عبر إنشاء وتطوير وتشغيل مجموعة كبيرة من المشاريع التي تنتشر من آسيا الوسطى إلى أوروبا وصولا إلى جزر المحيط الهادئ، والتي من أبرزها "مصفوفة لندن" التي تعد من أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم.
وحققت المشاريع التي مولها صندوق أبوظبي للتنمية في قطاع طاقة الرياح، على مدى العقود السابقة دعماً استراتيجياً لجهود دولة الإمارات الهادفة إلى زيادة إسهامات الطاقة النظيفة حول العالم، حيث استطاعت العديد من الدول تنمية قطاعاتها الرئيسية بفضل تلك المشاريع وإيصال خدمات كهرباء مستدامة إلى آلاف القرى والمناطق الريفية.
ففي عام 2011 مول الصندوق مشروعا في دولة سيشل يهدف إلى مواجهة العجز في الطاقة الكهربائية عن طريق إنتاج كهرباء متجددة باستخدام تقنية المراوح الهوائية إذ تم تركيب 4 حقول هوائية لتوليد 6 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، وفي عام 2014 قام الصندوق بتمويل مشروع طاقة الرياح في موريتانيا الذي تضمن إنشاء 4 محطات توليد طاقة من الرياح قادرة على توليد 270 كيلووات لتغذية 4 مدن ساحلية.
وقدم الصندوق تمويلا بقيمة 30 مليون درهم لمشروع الطاقة الهجين /الشمسية والرياح/ في جزر الرأس الأخضر والذي يهدف لتوفير حوالي 2 ميجاوات من الطاقة المتجددة ويساهم في إنتاج حوالي 500 ألف لتر يومياً من المياه الصالحة للشرب، كما قدم الصندوق في عام 2017 منحة مالية إلى أنتيغوا وبربودا لإنشاء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة 800 كيلووات.
من جهتها، تعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» الذراع الرئيسية لدولة الإمارات في نشر حلول الطاقة المتجددة في العالم ومنها مشاريع طاقة الرياح حيث تستثمر الشركة في العديد من المشاريع التي ساعدت على تخفيض البصمة الكربونية وزيادة إسهامات الطاقة النظيفة في العديد من الدول لاسيما الدول النامية.
ففي دولة ساموا الواقعة في جنوب المحيط الهادي طورت "مصدر" محطة لطاقة الرياح على جزيرة يوبولو التي يقطنها نحو 75% من سكان الدولة، ويوفر هذا المشروع 1500 ميجاوات/ساعة من الكهرباء سنوياً، كما يساهم في توفير نحو 475 ألف دولار من تكلفة الوقود اللازمة لتوليد الكهرباء سنوياً، وتفادي إطلاق أكثر من ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وتعتبر "محطة ميناء فيكتوريا" لطاقة الرياح، التي طورتها ودشنتها "مصدر" أول مشروع ضخم للطاقة المتجددة في جمهورية سيشل، ويتألف المشروع، من 8 توربينات رياح تنتج حوالي 7 جيجاوات/ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، بما يسهم في تفادي إطلاق 10 آلاف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، فضلاً عن تزويد أكثر من 2100 منزل بالكهرباء.
بدورها توفر محطة كرونوفو لطاقة الرياح، التي تبلغ استطاعتها 72 ميجاوات، الطاقة لنحو 45 ألف منزل في دولة مونتينيغرو، وتساهم في تفادي انبعاث نحو 80 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وكانت "مصدر" قد وقعت في يناير 2018 اتفاقية لشراء حصة 49% من "كرنوفو غرين إنرجي"، الشركة المالكة والمطورة للمحطة.
وتبرز "مصفوفة لندن" التي تعد من أهم المشاريع التي مولتها "مصدر" والتي تعد من أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم حيث تسهم في توليد الطاقة الكهربائية لأكثر من نصف مليون منزل في المملكة المتحدة، إضافةً إلى الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو مليون طن سنوياً.
وفي المملكة المتحدة أيضا، تستثمر "مصدر" في محطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية التي تبلغ استطاعتها 402 ميجاوات، وتوفر الكهرباء النظيفة لأكثر من 410 آلاف منزل وتساهم في تفادي إطلاق 893 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وفي أسكوتلندا تستحوذ "مصدر" على 25% من محطة "هايويند سكوتلاند" التي تعتبر أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية في العالم، وتبلغ استطاعتها 30 ميجاوات توفر الطاقة لنحو 6600 منزل وتساهم في تفادي إطلاق 63 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وبالانتقال إلى صربيا وغرب البلقان فقد قامت "مصدر" بقيادة ائتلاف شركات عالمية لتطوير محطة "شيبوك 1" أكبر محطة طاقة رياح تجارية على مستوى المرافق هناك، حيث تبلغ قدرتها الإنتاجية 158 ميجاوات، وستساهم المحطة التي تضم 57 توربين رياح في زيادة كفاءة توليد الطاقة وتلبية احتياجات حوالي 113 ألف منزل من الكهرباء النظيفة، والحد من انبعاث 370 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وامتدت استثمارات "مصدر" في مجال طاقة الرياح لتصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر عدة مشاريع مثل محطة روكسبرينغز" في تكساس باستطاعة 149 ميجاواط تكفي 69.750 منزل سنوياً وتساهم في تفادي إطلاق 285.624 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومحطة "سترلينغ" في نيومكسيكو باستطاعة 29.9 ميجاوات.
وتمتلك طاقة الرياح أكبر إمكانات إزالة الكربون لكل ميغاواط، مقارنة مع أيّ مصدر آخر للطاقة المتجددة، لكن العالم لا يزال في حاجة إلى استغلال هذه القدرات حتى يُحقق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.
وعلى المستوى العربي.. تعد "محطة الطفيلة لطاقة الرياح" أول محطة عاملة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح على نطاق تجاري في منطقة الشرق الأوسط، وقد ساهمت المحطة الواقعة في المملكة الأردنية الهاشمية والبالغة استطاعتها 117 ميجاواط في زيادة إجمالي استطاعة توليد الكهرباء في الأردن بنسبة 3%.
وتم تطوير المحطة وتشغيلها من قبل "شركة مشروع رياح الأردن للطاقة المتجددة" التي تضم شركة "مصدر" /50%/ و"البلاغة" /30%/ والشركة العربية للاستثمارات البترولية /20%/.
بدورها تمثل "محطة ظفار" في سلطنة عمان، أول استثمار لشركة "مصدر" في قطاع الطاقة المتجددة العماني، وسوف تساهم المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 50 ميغاواط في تلبية احتياجات الطاقة المتنامية والحد من الاعتماد على الوقود في توليد الكهرباء، ما يتيح الاستفادة منه في أنشطة صناعية ذات قيمة أعلى والحفاظ على مصادر الوقود الطبيعية.
وفي المملكة العربية السعودية تمت خلال الشهر الجاري بنجاح عملية ربط محطة دومة الجندل لطاقة الرياح، الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، بشبكة الكهرباء الرئيسية في المملكة حيث دخلت حيز التشغيل وتوليد الكهرباء.
وتساهم المحطة التي طورتها كل من "مصدر" وشركة "إي دي إف رينوبلز" في دعم الشبكة الرئيسية في المملكة خلال أوقات ذروة الاستهلاك في فصل الصيف، حيث توفر المحطة طاقة تكفي لاستهلاك 70 ألف منزل وتفادي انبعاث 988 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
يشار إلى أن "مصدر"، كانت قد أعلنت في أبريل الماضي عن توقيع اتفاقية تنفيذ مع الحكومة الأوزبكية لزيادة القدرة الإنتاجية لمحطة طاقة الرياح على مستوى المرافق الخدمية التي تطورها في الدولة إلى 1.5 جيجاوات.