هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
نجيب محفوظ
أول المجيبين عن هذا السؤال كان الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي الحديث بكلية التربية جامعة عين شمس، الذي قال: جرت العادة أن نخرج نجيب محفوظ في ثوب المصلح العظيم الذي لا تشوب حساباته أية أخطاء، لكن في واقع الحال نجيب محفوظ كان له تصور استراتيجي معين في الصراع العربي الإسرائيلي منذ السبعينيات في أعقاب حرب أكتوبر مباشرة وهي استراتيجية تنسجم مع فكرة السلام التي تطورت وانسجمت مع فكرة التطبيع.
وأضاف "عقل" أن نجيب محفوظ كان حريصا على ألا يدخل هذه المساحة إلا مؤيدا لفكرة التطبيع واستئناف العلاقات الطبيعية مع الكيان الصهيوني، لذلك كان على صلة بعدد من الروائيين الإسرائيليين المعروفين مثل سوميخ، كما أنه أبدى إعجابه ببعض أدباء الكيان، ومن ثم كان يرى أن تناول حرب أكتوبر من وجهة نظر المنتصر قد يضر بموقفه أدبيا ومعنويا.
ولفت عقل إلى أن محفوظ في موقفه ذلك كان على طرفي نقيض مع مبدع مثل يوسف إدريس الذي أبدى رفضه للموقف الاستراتيجي والسياسي لنجيب من حيث العلاقات مع الكيان الصهيوني، مضيفا: هذه الحسابات الاستراتيجية والسياسية اختلف فيها كثيرون مع نجيب محفوظ، ولكن نحن لا نستطيع هنا أن ندعي أن محفوظ- بذكائه وحصافته- قد اتخذ موقفا تطبيعيا يشبه موقف علي سالم، الكاتب المسرحي مثلا، الذي زار إسرائيل وجهر بالعلاقات معها حتى طرده من اتحاد كتاب مصر.
واختتم عقل بأن محفوظ كان حريصا ألا يصل أبدًا إلى بؤرة صدامية مع الكيان، نظرا لما كان يتطلع إليه من فضاءات عالمية ولأنه يعرف أن اللوبي الصهيوني يلعب فيها دورا كبيرا أمريكيا وأوروبيا.