حسان بن عابد: تصديق نظرية التطور يتطلّب أن يلغي الإنسان عقله تماما!
- الخميس 28 نوفمبر 2024
قال مرصد الأهر إن استمرار تصاعد مؤشر "الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين"، وأعمال التمييز والعداء للأجانب، للعام الثاني على التوالي في فرنسا مؤشرًا مقلقًا للغاية، وعائقًا أمام السلم المجتمعي.
علاوة على ذلك فإن المتابع لسجل فرنسا في مجال مكافحة أعمال العنصريَّة والتمييز تلقائيًّا سيجد أنَّ سجلها مسار انتقادات وتساؤلات، لا سيّما مع ارتفاع وتيرة خطاب اليمين المتطرف الذي يسعى جاهدًا إلى أن تمارس الدولة الفرنسية دورًا قمعيًّا تجاه اللاجئين والمهاجرين الذين ترفض تهميشهم مجتمعيًّا.
وتابع المرصد أنَّ المشهد الفرنسي منقسم بين فئتين: فئة تدافع عن الهوية الفرنسية وترى في الإسلام تهديدًا لها، وفئة أخرى تجد نفسها دائمًا موضع اتهام بجانب شعورهم الدائم بأنهم غرباء حتى وإن ولدوا على التراب الفرنسي؛ ما يجعلها دائمة في حالة دفاع عن حقها في هويتها الدينية والوطنية.
ومن الملاحظ أنَّ هناك عاملًا مشتركًا بين خطابات أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، والتي تدور فحواها حول الهوية الإسلامية ومدى تماشيها مع القيم الأوروبية، وأنَّ غالبية الجاليات المسلمة المهاجرة غير مندمجة مع النسيج الوطني الذي تعيش فيه. كما يزداد الأمر سوءًا عندما تتبنى بعض الحكومات خطابًا يحمل نفس أفكار خطابات اليمين المتطرف؛ بهدف كسب المزيد من الأصوات الانتخابية.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على ضرورة التصدي بكل حزم لهذه الظاهرة التي تعمل على تمزيق النسيج المجتمعي، وتعكر صفو التعايش المشترك بين كافة الطوائف على الأراضي الفرنسية، محذرًا من أية دعوات داخل المجتمع الفرنسي ضد المسلمين أو اعتبارهم خارج منظومة المجتمع؛ لأن ذلك لن يسهم في دعم ترابط عناصر المجتمع الفرنسي الواحد، ولا شك أن المسلمين مكون أساسي داخل هذا المجتمع.
ودعا المرصد إلى تعظيم دور المناهج التربوية والتعليمية الشاملة التي تهدف إلى تعليم الطلاب احترام كرامة الإنسان، أيًّا كان دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه، وتقبل الاختلاف في الرأي والتسامح، وتعمل على إعلاء قِيمة الحوار؛ حيث إنَّ التعليم هو العامل الرئيس في تحصين النشء والشباب من الأفكار المغلوطة، وغرس قِيم المواطنة والتعايش والوسطية وقبول الآخر ونبذ التعصب والكراهية والتطرف من خلال مناهجه السويَّة، والتي بدورها تغلق الباب أمام عوامل التطرف.