رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

مؤتمرالإفتاء العالمي: الرد على الشبهات دعوة إلى الله.. ويجب استغلال العالم الرقمي للتصدي للأفكار المتطرفة

  • أحمد حماد
  • الثلاثاء 03 أغسطس 2021, 8:11 مساءً
  • 1103

ثمن المفتون المشاركون بمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بعنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي" في كلمتهم بجلسة الوفود المنعقدة ضمن فعاليات اليوم الثاني بمؤتمر الإفتاء العالمي، دور الأزهر والإفتاء والأوقاف المصرية في التصدي للأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى الانحراف والتطرف والإرهاب.

فمن جانبه، ثمن الشيخ نعيم ترينوفا مفتي جمهورية كوسوفا موضوع المؤتمر، مؤكدا أنه يسهم في مد جسور التواصل والتعاون بين الدول.

وقال إن جائحة كورونا أثرت على العالم أجمع في كل المجالات الاقتصادية والصحية والدينية أيضا، لافتا إلى أن تخصيص وقتا للرد على تساؤلات الناس والرد على الشبهات هو من الدعوة إلى الله، داعيا إلى عدم ترك الناس لصفحات التواصل الاجتماعي حيث أنه يجب أن يكون هناك ضوابط وتوعية حتى لا ينزلقوا بسبب بعض المحتويات المنحرفة.

من جانبه، قال سالم هاتيماني مفتي روندا، أنه في ظل أزمة انتشار كورونا التي يعيشها العالم فقد اتخذت الحكومة الروندية مختلف التدابير الاحترازية للحد من هذا الوباء منها فرض الحجر المنزلي على جميع المواطنين وإغلاق الأسواق والمدارس ودور العبادة، ورفع هذه التدابير حسب الوضع الوباء في البلاد.



وتابع: إن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لعب دورا فعالا منذ جائحة كورونا حيث أطلق حملة تضامن مع الفقراء، وبرامج مستمرة للتعليم المستنير عبر وسائل الإعلام عوضا عن الدروس العلمية التي كانوا يتلقونها بالمساجد، إلى جانب إنشاء قنوات رسمية دعوية وتكليف دعاة بمهمة نشر الدعوة عبرها.

وأضاف أنه من بين البرامج التي أطلقها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، برامج توعية للمسلمين حول الالتزام بتدابير الاحتراز بجائحة كورونا، والرد على الشبهات المثارة حول الجائحة ونشر الشائعات، إلى جانب إصدار الفتاوى الاستثنائية التي يحتاج اليها المسلم في هذه القضايا مثل إقامة صلاة العيدين بالمنزل، وإعداد وتدريب الشباب المسلم في أنحاء البلاد الذين يستعان بهم للتطوع في توعية المسلمين في ظل انتشار الجائحة.

وأشار إلى أن مجلس الشؤون الإسلامية، قام أيضا بتوفير الأدوات اللازمة لمواجهة الوباء، موضحا أنه تم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة إجراءات إعادة فتح المساجد والكنائس بعد توفير الاحتياجات اللازمة لمواجهة الجائحة.

بدوره، ثمن فضيلة الشيخ إلدر محمد شين، مفتي دولة استونيا، دور الأزهر والإفتاء والأوقاف المصرية في التصدي للأفكار الشاذة، مضيفا أن الجماعات الضالة استغلوا العالم الرقمي لفرض كل ما يقدموه في إطار نشر ضلالهم وفكرهم الشاذ، مشيرا إلى أنه يمكننا من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن نبين لأبنائنا من أبناء الدين الحنيف الصواب من الخطأ.

ولفت إلى أن الشيوخ والعلماء لهم دور كبير في استخدام الوسائل الحديثة لنشر الإسلام وتعاليمه الصحيحة وتعليم علوم الدين والتحدث مع الشباب بلغتهم.

من جانبه، وجه علاء الدين نوف نائب مدير الإدارة الدينية بروسيا الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة المصرية ولدار الإفتاء ولفضيلة المفتي الأستاذ الدكتور شوقي علام على انعقاد المؤتمر.

وأضاف أن مجلس علماء روسيا بدأ مهامه منذ سنوات واستعرض عددًا من فتاوى القضايا والتي تتعلق بالزواج وفيروس كورونا التي أصدرها في العام المنصرم.

ولفت إلى أن عدد مسلمي روسيا يزيد عن 20 مليون شخص، ويقوم مجلس علماء روسيا بتقديم كل الدعم والمعاونة لهم في الشأن الديني.

وقال الشيخ أبو بكر عبدالله جمل الليل - مفتي جمهورية جزر القمر خلال مشاركته في المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء المصرية: إنَّ الإسلامَ دينُ الوسطيَّةِ والرَّحمةِ والتَّسامُحِ، متى التزم النَّاسُ بمبادئه كانوا أمَّةَ الوسطيَّة، التي شهد لها القرآنُ الكريم بالخيرِ والفضلِ، وذلك في قوله سبحانه: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه} [آل عمران:110] وقولِــهِ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيداً} [البقرة:143].

وأضاف فضيلته: إن الوسطيَّة صِفَة تحمِل في طيَّاتها التَّوازُن والاعتدال والسُّموَّ والرِّفْعَة، وهذه الصِّفةُ الكريمة تقع بين صفتَين ذميمتين هما: الغلوُّ والتَّقصير أو الإفراطُ والتَّفريط.

وشدد مفتي جزر القمر على أنه بالرُّغم من حالة الفُرقة التي تعصِفُ بالأمَّة في الآونة الأخيرة، إلاَّ أنَّ الصَّفحات المشرقة لاجتماع الكلمة لم تَغِبْ عن حاضر الأمَّة، كما كانت كذلك في ماضيها؛ فقد ظَهَرَتْ مؤسَّساتٌ وكياناتٌ شرعيَّة متخصِّصة حملتْ على عاتقها جمعَ كلمةِ علماء الأمَّة وتوحيدَ جهودِهم في مواجهة النوازل والمستجدَّات؛ ممَّا نتج عنه خيرٌ كثيرٌ، وعلى رأس تلك الكياناتِ الأمانةُ العامَّة لِدُورِ وهيئات الإفتاء في العالم التي أنشئت عام 2015، كمظلَّةٍ جامعةٍ للمؤسَّسات الإفتائيَّة، رسالتُها إيجاد منظومةٍ عِلميَّةٍ وتأهيليَّةٍ للقيادات المسلمة في العَالَم ترْسَخُ عندهم قِيمَ الوسطيَّةِ والتعايُش، وتقود قاطرةَ تجديد الخطاب الدِّينيِّ في مجال الفتوى والإفتاء، بتوطيد التَّعاون بين هذه المؤسَّسات؛ لضبط الفتوى وترسيخ المنهج الوسطي في القول والرَّأي بين سائر دُوْرِ وهيئات الإفتاء في العالم.

وعن الإفتاء الجماعي والرَّقمَنة في دار الإفتاء القمريَّة قال فضيلته لقد كانت الفتوى في دار الإفتاء القمريَّة منذ استقلال البلاد عام 1975م فرديَّة، مختصَّةٌ بمفتي الجمهوريَّة، وربَّما استشار فيها بعضَ العلماء ممَّن يثق بدينه وعلمه، وبتولِّي المفتي الحالي منصبَ الإفتاء في أبريل عام 2020م؛ ونظرًا لأهمِّية الإفتاء الجماعي ومنافعه وفوائده؛ اتخذتْ دار الإفتاء القمريَّة «الإفتاء الجماعي» منهجًا لها؛ حيث أَوْجَدَ مجلسَ الإفتاءِ في نظامها الجديد، والمكوَّن من أحدَ عشر عضوًا: تسعةِ أعضاءٍ دائمِين، وعضوَيْن مُنتدبَيْنِ من الخبراء المتخصِّصين في المجالات الأخرى، بحسب موضوع الإفتاء.

وأردف: ولضرورة الإفتاء الجماعي؛ باشر المجلسُ أعمالَه -قبل اعتماده، حيث يعقد جلساته الدَّورية والاستثنائيَّة؛ لمناقشة الاستفتاءات والقضايا الواردة إليه من قِبَل الأفراد والمؤسَّسات والدَّولة، ومع وقوعِ جائحة كورونا، ساهم مجلسُ الإفتاء في التخفيف من وطأة الجائحة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة هذا الوباء، حيث عقد المجلس عدَّةَ جلساتٍ دوريَّة واستثنائيَّة مع الأطبَّاء والّلجان المختلفة والجهاتِ المسؤولة كوزارة الصحّة، ووزارة الشؤون الإسلاميَّة، ورئاسة الدَّولة؛ لتدارس الحالة وتكييفها ثمَّ إصدار الفتوى المناسبة للحالة؛ ومراجعتها دوريًّا.

ولفت فضيلة مفتي جزر القمر النظر إلى أن دار الإفتاء تتعاون مع جهاز القضاء الشَّرعي في جزر القمر في قضايا رؤية الهلال وإثبات دخول رمضان وعيد الفطر وغيرهما من مواسم العبادات، أمَّا على المستوى الإقليمي، فقد بدأ التواصل بين دار الإفتاء في جزر القمر ودار الإفتاء في تنزانيا (أقرب بلدٍ إلى جزر القمر) في بعض القضايا والمسائل، مثل قضايا إثبات الهلال ونحوها.


وأوضح فضيلته أنه على الرغم من الإمكانات المحدودة جدًّا لدار الإفتاء القمرية ومجلس الإفتاء فيها، إلاَّ أنه يتعامل مع الرَّقمنة بقدر، فعلى سبيل المثال، يتعامل أعضاء المجلس في مجموعة (واتساب) في كثيرٍ من الحالات، كما أنَّ لهذا المجلس رقم (واتساب) خاصٌّ به، يستقبل الاستفتاءات عليه من الدَّاخل والخارج ويردُّ عليها، كما ينشر المجلس فتاويه على الصَّفحة الرَّسميَّة لدار الإفتاء القمريَّة عبر الفيسبوك، ويتواصل مع المستفتين فيها عبر برنامج المحادثات (ماسنجر) كذلك؛ إضافةً إلى الإجابة على أسئلة المشاهدين في التليفزيون الوطني (ORTC) عبر برنامج (فاسألوا أهل الذكر).

وأعلن فضيلة مفتي جزر القمر عن عدة نتائج، منها أهمية وضرورة الإفتاء الجماعي واشتداد الحاجة إليه في هذا العصر، وكذلك أنَّ الاجتهاد والإفتاء الجماعي هو إرجاعٌ لدور العلماء في الأمة، وإحياءٌ لمواقف العلماء وتفاعلهم مع المجتمع، وذلك من خلال تصدّيهم لكلِّ النوازل والقضايا والمسائل المستحدثة التي تعرض على الأمة الإسلامية، مع وجوب مراعاة واقع المجتمع في الفتيا؛ وذلك بمراعاة طبيعة البلاد، وما جرى به عمل المفتين في البلاد، وما يسنّه ولاة الأمر من الأنظمة المعتبرة.

واختتم فضيلته كلمته بعدة توصيات، منها: التأكيد على دور الأمانة العامة لدُورِ وهيئات الإفتاء في العالم في تفعيل الإفتاء الجماعي في مؤسَّسات الفتوى، وكذلك العمل على تحقيق المصداقية في مؤسسات الإفتاء الجماعي، بأن تصبح ذات مكانة مقدرة ومحترمة لدى جمهور المسلمين عامَّة وفي الأوساط العلمية بصفة خاصة، وأن تكون محلَّ ثقة وطمأنينة فيما تقرّره وتفتي به من أحكام واجتهادات، مع ضرورة السعي في تطوير مؤسَّسات الإفتاء الجماعيَّة في الدُّور وهيئات الإفتاء في العالم، من حيث التشكيل: بأن تتشكل من الفقهاء الراسخين، والخبراء الناصحين، والباحثين المتمرِّسين، ومن حيث المرجِعِيَّة: بتعميم الفتاوى الصادرة من هذه المؤسَّسات، وإلزام الكافة بها، ومن حيث الاستفتاءات المقدَّمة: بأن يتمَّ التركيز على النوازل المعاصرة تأصيلًا وتنزيلًا.

تعليقات