اعتَدتُ أَن أَجمَعَ عَنِ المَائِدَةِ بَعضَ الفُتَاتِ،
أُطبِقُ الكَفَّ عَلَيهَا، وَأُسبِلُ الجَفنَينِ
لَعَلَّهَا تُنبِتُ فِي رَاحَتِي حَبَّاتِ دِفءٍ
مِنْ سَكِينَةٍ وَقَمحِ،
وَتُينِعُ بِأَقمَارٍ وَشُمُوسٍ
نَرسُمُهَا، فَلا تَغِيبُ.
اعتَدتُ أَن أُحصِي الكَثِيرَ،
الكَثِيرَ مِنْ صَلَوَاتِ الشُّكرِ!
الخَيبَاتِ، الشُّمُوعِ،
القَهوَةِ، وَالأَحَادِيثِ الجَانِبِيَّةِ،
زَفَرَاتِ الحَنِينِ، وَزَخَّاتِ الأُلفَةِ،
أُغنِيَاتِ العِيدِ الَّتِي تُجِيدُ تَهجِئَةَ المِيلادِ،
كَأوَلِّ مُفرَدَةٍ تَعنِينِي بِهَا وَحدِي،
فَتَصنَعُ مِنهَا لأَجلِي الزِّينَةَ المُلَوَّنَةَ،
وَالقُصَاصَاتِ الطُّفُولِيَّةَ المُضحِكَةً،
وَنَفَحَاتِ العُطُورِ
الَّتِي تُشعِلُ الحَواسَّ أَريجَاً
لِذَائِقَةٍ مِنَ التَّفَقُّدِ وَالافتِقَادِ.
تَسكُنُ الصُّورَ، النَّوَافِذَ، وَالأَبَوابَ،
فَلا أَسمَعُ، وَلا أُبصِرُ، وَلا أَشعُرُ سِوَاكَ.
اعتَدتُ أَنْ أُحصِيَ مَسَافَاتِ القَدَمِ
عِندَمَا تَنهَضُ بِي، وَتَضَعُنِي لِجوَارِكَ
مُلَوِّحَاً فِي الهَوَاءِ،
لِيَبدَأَ عَزفُ قَلبِي سِيمفُونِيَّتَهُ الحَمقَاءَ
أَو عِندَمَا تُقَرِّبُنِي أَكثَرَ،
فَأَضِيعُ بَينَ مَسَامِّكَ،
أَظَافِرِكَ،
نَظرَتِكَ الشَّارِدَةِ
وَالهَنَات،
رَنِينِ صَوتِكَ تُخَابِرُ أَحَدَهُمْ،
وَقَرَارِهِ،
حَيثُ أَرتَكِزُ صدَاهُ،
وَأَنْ تُقَاطِعَنِي فِي حَسمٍ مُبتَسِمَاً
(لا جِدَالَ)!
عَلَى المَائِدَةِ عَشَاءٌ لَيسَ بِأَخِيرٍ،
عَلَى المَائِدَةِ بِلَّورٌ
يُشَاطِرُنَا صُوَرَ الفَرحَةِ لِي وَلَكْ،
حَيثُ تُشَاطِرُنِي الحَيَاة.
(ما حدا بيعبي
مطرحك بقلبي
كيف لك قلب تجافي
اللي حبك هالمحبة
ما حدا بيعبي
مطرحك بقلبي
خبرني يا حبي
خبرني يا حبي