أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
قال الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن كليةِ أصول الدين العريقة، هي أولى كليات جامعة الأزهر الشريف، ونشأت منذ 90 عاماً، وتحديدا في العام 1931 وكان مقرها الأول بالخازندارة بحي شبرا، قبل انتقالها إلى فرع الجامعة بالدراسة.
وأضاف عامر، على هامش مشاركته في احتفالية كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، التي عقدت الإثنين، بمقر الكلية بالدراسة، أن رسالةُ كليةِ أصول الدين انطلقت بأقسامها التَّليدةِ والباقية "التفسير، والحديث، التوحيد والمنطق، والدعوة والإرشاد" كما كانت تسمى آنذاك، منذ ذلك التاريخ، لتُثبتَ حرصَ الأزهر الشريف على تطوير أساليبه، وتحسين مستوى التعليم والتعليم وآلياته، رغبةً في توفير أكبر طرائق الاستفادة من العملية التعليمية بالأزهر، فصارت تستقبل الطلاب من داخل مصر ومن خارجها في قاعات الدرس المخصصة لكل قسم، مع وضع المناهج التي اختارها الأزهر بعناية فائقة، لتكوِّنَ ذلك الطالبَ صاحبَ الفكرِ الوسطيِّ والنفس ِالصافية، والأخلاقِ المهذَّبة، كل ذلك على يد المشايخ الأجلاء المتقنين، الذين واصلوا مسيرتي التعليم والتطوير على حد سواء.
وتابع: "اليوم وبعد 90 عاما من العطاء المتواصل، نشهد نقلة جديدة في مجال التطوير لأعرق كليات الجامعة، حيث نحتفي ونحتفل بها بمناسبة حصولها على المعايير القياسية للجودة الخاصات بالجامعات والمؤسسات التعليمية، وهذه نقلة مباركة وجهد مشكور وإضافة حقيقية، تدل على الرغبة الصادقة في النهوض بالكلية إلى أعلى درجات التميز الممكنة".
وأضاف: "مع اعتزازِنا الصادق بهذا الإنجاز الكبير، وإدراكِنا للفوائد الجمة التي تعود على العملية التعليمية بالكلية الموقرة بعد هذا الاستحقاق الطيب، فإن قلوبنا تمتلئ بالأمل للوصول إلى ما هو أعلى، حفاظا على استمرار مبدأَيْ الإتقان والتطوير".
وقال إنه فيما يخص العملية التعليمية يجب أن تكون مواكبةُ الأفكار التي تستجد في الساحة من أولويات التطوير، حيث يتم إدراجها في مسائل العلوم التي تتعلق بها في قاعات الدرس، وتتناولها رسائلنا (التخصص- والعالمية) في مراحل البحث.
وشدد عامر على أنه من أهم ما يورث الإتقان في العملية التعليمية، الحفاظُ على لغة الضاد في قاعات الدرس، وقد وجَّه وأكد على ذلك فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، حيث إن قوةَ الفكرِ والفهمِ والاقتدارِ على الإبانة والمعالجة الفكرية متوقفةٌ على قوة الطالب اللغوية، ولا شك أن الاعتناء بهذا الأمر يسهم بشكل أساسي في تخريج علماء متقنين مقتدرين على حسن تنزيل النصوص الشرعية على الواقع بشكل صحيح.
ووجه رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف، التحية الخالصة للطلاب بصفة عامة والوافدين بصفة خاصة، مشيرا إلى أنهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينا، وسفراء الأزهر الشريف إلى مختلف جهات العالم، متابعا أقول لهم:"جِدَّوا واجتهدوا، واحتسبوا عند الله تعالى كل لحظة تمر عليكم، وحافظوا على أوقاتكم، فهي أنفس ما لديكم، واعتزوا دوما بأزهركم، تمسكوا بوسطيته واعتدال مناهجه، واحملوا أنوار هذا العلم بالإتقان والتقوى، فالعلم لا يُستطاع براحة الجسد، كما أن نور الله لا يهدى لعاصي، واعلموا أنكم مسئولون عن تبليغ هذا الدين كما تحملتموه، فأكثروا من الدعاء أن يوفقنا الله تعالى جميعا لتحقيق ذلك".
في الوقت نفسه، وجه الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، الشكر والتقدير للدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، على الجهود التي بذلها أثناء توليه منصب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، مؤكدا أنه كان يعمل بجد واجتهاد وفي صمت تام.
وفي نهاية الحفل، كرم الدكتور محمد المحرصاوي، والدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، على جهوده أثناء فترة توليه منصب نائب شئون التعليم والطلاب، وتم منحه درع الكلية.