أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس، ندوة نقاشية افتراضية تحت عنوان" الفهم المغلوط للنص الديني والتراث"، ناقش فيها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، وأستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين، بجامعة الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأدار الندوة الدكتور حمادة شعبان، المشرف على قسم اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف وترجمتها إلى لغة الإشارة سعاد الجوهري.
في بداية الندوة قال الدكتور عبد الفتاح العواري، إن الأمة قد ابتليت في العصر الحديث بجماعات متطرفة اعتمدت على قراءات سطحية للتراث، افتقدت لمعرفة قواعد الشريعة ومقاصدها، وقوانين اللغة وأساليبها وأسرارها، مما شكل لديها أفكارا مغلوطة ترتب عليها ارتباك في المشهد، ومعارك فكرية اكتوت بنيرانها الكثير من الدول، مشددا على ضرورة الرد على مغالطات تلك الجماعات، وبيان خطئها وفداحة جرائمها النكراء التي لا تمت للإسلام بصلة، مؤكدا أن الأزهر كان ولا يزال الحارث الأمين للشريعة الغراء والتراث، بعد أن تحمل مسؤولية القضاء على الانحراف الفكري ودفع الباطل، لبيان الحجة الدامغة والبرهان الساطع.
من جانبه أكد الدكتور عباس شومان، أن القراءة المغلوطة للنصوص الدينية يترتب عليها تكفير المجتمع، كما ترتكب الجرائم وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض باسم الدين زورا وبهتانا، موضحا أن هذه القراءة المغلوطة قد تكون بسبب الجهل بصحيح الدين وعلومه، كما أنها قد تكون عن قصد من أعداء الدين لإحداث الفتنة في المجتمع، وإظهار أن الإسلام دين عنف وقتال، مشيرًا إلى أن هذه الحركات سلكت طرقًا كثيرة باستخدام كافة الوسائل الحديثة للتواصل مع الشباب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، والفضاء الإلكتروني؛ لأنها وسائل تستهوي الأجيال الصغيرة، التي تعاني من ضعف الجانب المعرفي والثقافي.
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، إن الفهم المغلوط للنصوص ينتج من النظر إلى نص دون أقرانه، موضحا أن الاستناد الصحيح إلى النص يكون بضوابط وأسس، وهي الطريقة التي يسير عليها الأزهر الشريف في استنباط الأحكام، مشيرا إلى أن فكر الجماعات المتطرفة المغلوط للنصوص لم يكن وليد عصرنا هذا، بل بدء ظهوره منذ عام 36 هجريًا، بظهور فرقة الخوارج فى عهد الإمام على بن أبي طالب، مؤكدا أنه لا سبيل لمحاربة الفكر المتطرف، إلا بالفكر الوسطي المعتدل المُحكَم بالأدلة والبراهين.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الخامس على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥٢ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان منها: قاعة افتراضية للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.