دار النابغة تطرح أحدث إصداراتها.. 3 أجزاء لكتاب "حلي الأفراح" بمعرض الكتاب الحالي

  • د. شيماء عمارة
  • الأربعاء 30 يونيو 2021, 10:53 مساءً
  • 1339
كتاب حلي الأفراح

كتاب حلي الأفراح

شاركت دار  النابغة بإصداراتها من كتاب "حلي الأفراح"، بـ 3 أجزاء، في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021.

و الكتابُ مُتَعَلقٌ بِأَهَمِّ كِتَابٍ أُلف في علم البَلاغِةِ العربية, أَعْنِي (تَلْخِيص الـمِفْتَاح) للخطيب القزويني المتوفى سنة (739هـ), حيثُ نظر الخطيب إلى (مفتاحِ العلومِ) للإمامِ السكّاكي المتوفى سنة (626هـ) الذي أودعهُ خلاصة ما انتهى إليهِ المتقدمون في علومِ البلاغةِ, فجعلَ القسم الثالث منه للبلاغة, فرتّب الخطيب (المفتاح) ترتيبا رائعًا، فلمْلم شعث البلاغة, وجمعَ ما ندرَ من فروعها وأغصانها في مكانٍ واحدٍ, فصارَ فريدًا في بابهِ، عظيمًا في نفعهِ، وتلقاهُ العلماءُ بالقبولِ، وتسابق عليهِ العظماءُ والفحول، تصنيفا وشرحا واختصارا، وكانَ منْ بينِ تلكَ الشروحِ هذا الكتاب: (حُلِي الأفراحِ في شرحِ تلخيصِ المفتاحِ), للزركشي المتوفى (794هـ)، وكان حبيس خزائن المخطوطاتِ, ظَلَّ فِي رَحِمِ الزَّمَنِ سَبْعًا وَسَبْعِين وَستمِائة سَنَة, ولقدْ أكرمني اللهُ بالتَّحصُل عليه, فألفيتُ في تضاعيفهِ جملةً منْ المسائلِ التي تدلُ على تميزِ الشرحِ, وأنّهُ جديرٌ بالتحقيقِ, فحققت الجزء الثاني مِنْ (بَابِ الإِنْشَاءِ إِلى نِهَايَةِ الكِتَابِ).


 جدير بالذكر أن هذا الكتاب اشْتمل على شرْح واف, ونِكَات عَزِيزة, ومَسَائِل نَادِرَة قَلَّ أَنْ تَجدها فيما سواه, مع التَّوسُع فِي الشَّرْح إِذَا قُرِنَ بِأَشْهَرِ شُرُوْحِ التَّلخيصِ كـ"مِفْتَاح تَلْخِيْصِ المفْتَاحِ" لِلْخَطِيْبي, و"عَروس الأفراح" للسُّبْكِي, و"تَلْخِيْص التَّلْخِيْصِ" للبابرتي, و"الـمُطَوَّل" للتَّفْتَازَانِي, و"مَوَاهِب الفَتَّاح" للمَغْربي, وغيرها, بَلْ هو فِي ظَنِّي أَنَّه أَعْظَم مِنْها, لأنَّ غَايَة الزَّرْكَشِي تفحص دِلَالَات أَلْفَاظ التَّلْخِيْص والنظر في فَحْوى مُرَاد الـمُصَنِّف, يَرْفده فِي ذلك التَّضلع فِي شَتَّى العُلُومِ, وقدْرَة فَاحِصة عَلَى الاسْتِدْلَال, ووفرة الشَواهِد المتنوعة, بَلْ هَي أَكْثَر شَوَاهِد شُرُوْح التَّلْخِيْص كَمـًا وكَيفًا؛ لِذَا كَانَ جَديرًا بِالتَّحْقيقِ وإِخْراجه لِطلبةِ العلمِ.


ولا ريب أن الإمَام الزَّركَشِي- نُقْطَة هَامّة في العُلُومِ والمعَارِفِ فِي القَرْنِ الثَّامِنِ الهجْرِي, فَقَد أَثْنَى العُلمَاءُ عَلى غَزَارة عِلْمِهِ وتَبحُره, وتَنوع مُؤَلفَاته فِي شَتَّى العُلُوم، قَال ابنُ حَجر العَسْقَلاني المتوفى سنة (773هـ), -وكان مُعَاصرًا له-: " وَكَانَ مُنْقَطِعًا فِي مَنْزِلِهِ لا يَتَرَدَّدُ إِلى أَحَد إِلا إِلى سُوْقِ الكُتب واذَا حَضَرهُ لا يَشْتَرِي شَيْئًا؛ وَإِنَّما يُطَالِعُ فِي حَانُوتِ الكُتب طُوْلَ نَهَارِه, وَمَعه ظُهُورُ أَوْرَاق يُعَلِّق فِيْهَا مَا يُعْجِبُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَينْقله إِلَى تَصَانِيْفِهِ". الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: (3/ 397- 398).

تعليقات