التكافل عند الحيوانات.. دليل على إبداع الخالق
- الإثنين 23 ديسمبر 2024
سوق عكاظ
بدأت فعاليات البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، الذي تنظمه
جامعة الطائف في ساحة الثقافة واللغة بمقر السوق، بندوة عن "أبو العلاء المعري:
فيلسوف الشعر.. وشاعر الفلاسفة"، بمشاركة كل من الدكتور نبيل الحيدري، والدكتورة
كاميليا عبد الفتاح، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، والدكتورة بسمة عروس.
وقال الدكتور
نبيل الحيدري، في كلمة له عن التسامح عند أبي العلاء المعري، إن المعري عرف بذكائه
الشديد وفرط ذاكرته ونظم الشعر وهو في سن 11 عاماً، كما درس الأدب والتاريخ
والفقه والأديان الإبراهيمية الثلاث والمجوسية والهندية والمذاهب المختلفة، وصاغها
في أدبه وشعره ورسائله وأفكاره.
وأوضح
"الحيدري" في كلمته أن المعري يعد في كتب التاريخ فيلسوفاً حكيما مفكرا ناقدا
مجدداً، ودعي إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية بعد محنته من أمير حلب واتهامه بالزندقة
بسبب آرائه حول الدين والتشكيك بما يظن من حقائق، وبالفعل ذهب إلى بغداد كونها كانت
مدينة العلم ودار الخلافة وحاضرة الإسلام ومركز الحضارة فضلا عن مدينة تتلاقح فيها
الفكر وملتقى الأشراف والتجار والأدباء والمثقفين
ووصف المعري بالأبعد نظراً بين أبناء جيله، تمايز
عنهم بحكمة وفلسفة ونقد، فخرق الحجب وتجاوز المحرم وأباح الممنوع، ووصل إلى معدن المعرفة
وأساسها العقل، وهو يقول "لا إمام سوى العقل"، موصيا أن يكتب على قبره
"هذا جناه أبي على وما جنيت على أحد"، لتكون وصيته خالدة للأجيال مثيرة جدلا
مستمرا كما أثاره في حياته.
كما أضافت الدكتورة
كاميليا عبدالفتاح، في ورقة بحثية لها بعنوان "درعيات" أبي العلاء المعري، إن الدرع
هي الأسطورة التي استطاع المعري أن يخلقها، وأن يبني من خلالها معادلاً فنياً لذاته،
لحياته، بكل ما تتصف به هذه الذات وهذه الحياة من خصوصية، وتفرد ثري موح؛ إذ وصف المعري
في كثير من القصائد التي عرفت بـ"الدرعيات"، والتي تثير انتباه النقد بكثرتها
من جهة، وبطبيعة الوصف فيها من جهة أخرى، والأهم – برأيها – أنها تثير النقد بما تتصف
به من تفرد الطرح الفني، وبما تحمل من دلالات شديدة الاتصال بالعالم النفسي والفكري
للمعري.
وتابعت : أنها تخالف رأي عميد الشعر العربي طه حسين حول "الدرعيات"،
فهو لم ير فيها إلا حرصاً من أبي العلاء المعري على وصف الدرع وأنه قادر على الوصف
على رغم فقدانه البصر، بينما ترى أنها تجاوزت ذلك لتصبح "أسطورة" خلقها المعري
فنياً من أجل التدرع والتصدي للمجتمع وعوامل الاغتراب التي عاشها نتيجة كف البصر وعوامل
اجتماعية واقتصادية وسياسية.