"ما كنت تعلمها أنت ولا قومك".. كتاب جديد للدكتور سامي عامري في معركة الإيمان والإلحاد
- السبت 03 مايو 2025
رسالة إلى صديق العمر
كتب رجلٌ إلى صاحبه وصديق عمره الذي فترت العلاقة معه في السنوات الأخيرة، وانقطع تواصلهما؛ نتيجة لتنكر ذلك الصاحب للصداقة وعدم حفظه لحقوقها.
إلى صديقي القديم أكتب هذه الرسالة وليس إليك!
إلى صديق العمر الذي لم تتبدل محبته في قلبي مع تعاقب السنين والأعوام، وليس إليك!
إلى صديق العمر الذي لا زلت أشتاق إلى رؤيته ويهتز القلب شوقا إليه، وليس إليك.
إلى صديق العمر الذي لا زالتْ رؤيتي له في المنام تثلج صدري وتبهج روحي، وليس إليك!
إلى صديق العمر الذي أبت الروح أن تسلوه وأبى القلب أن ينساه، وليس إليك!
إنني أرسل هذه الرسالة وأكتب هذه التحايا إلى صاحبي(....)، وليس إليك!
أما بعد:
فإني أعلم أنك قد أصحبت زاهداً في هذه الصداقة، غير عابئ بها ولا مكترث، وقد صارت عندك حديثاً من الماضي.
واعلم أني قد حاولت أن أصنع صنيعك وأزهد فيما زهدتَ أنت فيه وأقابل صنعيك بمثله= حفظاً للكرامة الشخصية وصوناً لمروءتي؛ لكني بعد محاولات كثيرة أجدني عاجزاً أن أرمي صداقة الصبا والشباب خلف ظهري، وأن أنزع حب صاحبي من قلبي، وأن أقاوم اشتياقي له وتلهفي عليه.
لذا، فقد قررت أن أفصل بين ( ...) الذي هو صاحبي وصديقي القديم، وبين هذا الرجل الذي هو أنت.
وها أنا ذا أرسل السلام والتحية إلى ( ...) صاحبي وصديقي القديم، وليس إليك.
ويكفيني أن يصل سلامي إليه، ولا أهتم ولا أكترث بك ولا برد فعلك ولا ما يكون منك تعليقاً على هذه الرسالة.
فإني قد عزمت على السؤال والتواصل مع صديقي القديم وليس معك.
سلامٌ على صاحبي ( ... ) صديقِ العمر ، وليس عليك!