أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
أرشيفية
تزيد فكرة
"القلق من الموت" إيمان الملحدين اللاواعي بالله، هكذا بدأ كل من جوناثان
جونج، المحاضر بجامعة أكسفورد ، وماثياس بلومكي، بجامعة هايدلبرغ، والأستاذ هالبرشتات بجامعة أكسفورد، الدراسة التفصيلية عن
حقيقة تأثير فكرة الموت على سلوكيات المؤمنين والملحدين الواعية واللاواعية.
جاءت هذه الدراسة
كأطروحة الدكتوراه لجونج بقسم أبحاث علم النفس، حيث شملت الأطروحة ردود أفعال كلا الفئتين
متدينين وملحدين تجاه أمر الموت وكيف هو تأثيره على اللاوعي عندهم.
فجاء، أنه عندما
يفكر المتدينون في الموت، فإن معتقداتهم الدينية تتعزز على المستويين الواعي واللاوعي،
حيث يعتقد الباحثين أن النتائج تساعد في تفسير سبب كون الدين سمة دائمة للمجتمع البشري،
إذ إن الدين ومعرفة الله تجعل المرء يفهم الحقائق الغيبية، لا سيما الموت وما يأتي
بعده من غيبيات.
في ثلاث دراسات خلال
هذه الأطروحة، ضمت 265 طالبًا جامعيًا إجمالاً، تم توزيع المشاركين المتدينين وغير
المتدينين بشكل عشوائي على مجموعات "الاستعداد للموت" ومجموعة المراقبة،
تضمن الجزء التمهيدي منها، مطالبة المشاركين بالكتابة عن موتهم .
في الدراسة الأولى،
وجد الباحثون أن المشاركين الدينيين المستعدين للوفاة أفادوا بوعي بوجود إيمان أكبر
بالالدين والغيبيات مقارنة بالمشاركين المماثلين الملحدين الذين لم يكونوا مستعدين
للموت.
يقول الأستاذ المشارك
في الدراسة، البروفيسور جامين هالبرشتات، إن هذه النتائج تتوافق مع النظرية القائلة
بأن الخوف من الموت يدفع الناس إلى الدفاع عن نظرتهم للعالم، بغض النظر عما إذا كانت
نظرة دينية أو غير دينية.
"ومع ذلك ، عندما درسنا معتقدات الناس اللاواعية
في إخضاعهم لأفكار تتعلق بالموت، ظهرت صورة مختلفة، في حين أن التحريض على الموت جعل
المشاركين المتدينين أكثر يقينًا بشأن حقيقة الكيانات الدينية والأمور الغيبية، أظهر
المشاركون غير المتدينين ثقة أقل في عدم إيمانهم أو إلحادهم.
يشرح هالبرشتات أن
الأطروحة تتضمن الأساليب المستخدمة لدراسة المعتقدات اللاواعية بقياس السرعة التي يمكن
للمشاركين من خلالها تأكيد أو إنكار وجود الله، بعد تحفيزهم بأفكار عن الموت، فكان
المشاركون الدينيون أسرع في الضغط على زر لتأكيد وجود الله ، لكن المشاركين الملحدين
كانوا أبطأ في الضغط على زر ينكر وجود الله.
واستكمل هالبرشتات،
"قد تساعد هذه النتائج في فهم السبب بأن يكون الدين سمة دائمة ومنتشرة في المجتمعات
والتمسك به يكون أمر من أصول الحياة.
الخوف من الموت هو
تجربة إنسانية شبه عالمية والمعتقدات الدينية تلعب دورًا نفسيًا مهمًا في درء هذا القلق،
فكما يظهر من الدراسة، أن هذه المعتقدات تعمل على المستوى الواعي وغير الواعي، مما
يسمح حتى للملحدين المعلنون بالاستفادة منها دون وعي "، إذ أنهم يتشككون بلا وعي
في صحة نظريتهم بإنكار وجود الله.
جدير بالذكر أنه
تم نشر نتائج التجارب المطروحة بتلك الدراسة في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي.
ترجمة د. شيماء عمارة