البشير المراكشي يناقش الأدلة العقلية من القرآن لإثبات وجود الله

  • د. شيماء عمارة
  • الثلاثاء 22 يونيو 2021, 11:44 صباحا
  • 540
د. البشير المراكشي

د. البشير المراكشي

استهل الدكتور البشير المراكشي، حديثه في حقلة جديدة من برنامجه "ليطمئن قلبي"، مؤكدًا أن سطوة الاعتياد تهلك قدرتة الناس على الخروج من قوقعة الإدراك الحسي المعتاد إلى شساعة التفكر والتدبر، فمن يعتاد على شيء ما لا يرى ما فيه من عظمة، وهذا التدبر يحتاج إلى جهد وإلى العمل، فمن يترك نفسه للشهوات والأهواء لن يصل لهذا الجهد في التدبر، حتى لا يعرفون شريعتهم بالشكل الصحيح الذي يجعلهم يرجعون عن طريق المعاصي.

وتابع: معرفة وجود الله عز وجل هي معرفة فطرية، تعتمد على مبادئ عقلية وغرائز وإرادة حرة، لكن الفطرة وحدها لا يمكن أن تكون الحجة الوحيدة للمؤمنين على الملحدين، فلابد من إيجاد دلائل عقلية أخرى تنبه الملحدين للتفكر فيها، إذ إن الفطرة قد تفسد بفعل الشيطان.

واستطرد المراكشي، أن الاستدلال على ربوبية الله، وعلى أنه خالق الكون موجودة في القرآن الكريم، وهي ميسرة للفهم ومن السهل على الشخص الذي لديه شكوك أو ميل إلى الخروج عن الدين أن يفهمها ويعي معانيها بقليل من التفكر والتدبر.

وأهم ما في هذه الأدلة القرآنية، تكرار الحديث عن الظواهر الكونية بصور مختلفة فيها وصف قد تصل أحيانا إلى العجائب، كما جاء في تفاصيل جسم الإنسان وتكوينه، وأيضا عن الأشجار والأمطار والسماوات.

 

ومثل هذه الآثار تدل على وجود المؤثر، بمعنى الاستدلال بهذه المخلوقات على وجود الخالق.

 

وضرب المراكشي مثلا، كما جاء عن أبي حنيفة النعمان عندما حدثه بعض المشككين، لو أن هناك سفينة تمشي لحالها في البحر، وتنقل البضائع والمتاع وحدها، ثم تذهب للبر الآخر لتفرغ محتواها من متاع وحدها دون وجود من يقودها لذلك، فقالوا لا يمكن أن يكون ذلك، فرد أبو حنيفة، فكيف ترون أن كل هذا الكون الكبير يمكن أن يتدبر أمره دون وجود الخالق إن لم تتدبر سفينة صغيرة أمرها في البحر؟

ثم تحدث المراكشي أيضا عن الحواس التي يستخدمها الإنسان، وتساءل، كيف لك أن تصدق أنك عندما نمت ثم صحوت فإن حواسك جميعا تصحو معك، تفتح عينيك فتجدها تبصر وتطلق صوتك في الفضاء الفسيح وأذنك تسمع، فكيف لا تتدبر لذلك كله، إنما كان هذا بسبب الاعتياد على النعمة والاعتياد على ما لديك من عجائب قدرة الله في نفسك.

وتابع، أن الملحدين يلتصقون بأفكارهم حتى يجدوا لأنفسهم مبررات للغرق في الشهوات، مما يجعلهم يبتعدون عن التدبر والتأمل في خلق الله، لأنهم إذا فعلوا فلن يستطيعوا أن يظلوا على غرقهم في الشهوات والمعاصي.

 

واستشهد المراكشي بالآية الكريمة "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (21) - سورة الذاريات، وتساءل كيف للمرء أن يغفل عن عمل العقل مثلا، وما يؤديه من وظائف معقدة بجسم الإنسان، وكيف يسيطر ويتحكم في الغدد التي تفرز الهرمونات والانزيمات، والتي منها مسؤول عن تغير حالة الشخص من الغضب إلى الهدوء والعكس، كيف لتلك العمليات الكيميائية والكهربية التي تتداخل في جسم الانسان بهذه الطريقة المحكمة إلا أن يكون ورائها خالق عظيم هو الذي أنشأها وأعطاها سر عملها؟

 

 

 

تعليقات