رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

تعرف عليها.. الدكتور ريكان إبراهيم يرصد 8 عوامل للإلحاد والمرض النفسي وطرق معالجتها

  • د. شيماء عمارة
  • الإثنين 21 يونيو 2021, 12:23 مساءً
  • 1384
مريض نفسي

مريض نفسي

قال الدكتور ريكان إبراهيم، أستاذ علم النفس الديني، في مقال له عن المشاكل النفسية التي تعتري الملحدين، إن الصراع الذي ينشأ من ازدواج فكرتي الإلحاد والإيمان في النفس يمثل دَورهُ في نوعين من الممارسة: ممارسة الجهر بأحد المعتقدين حيث يؤول الفرد إلى ملحد أو مؤمن.

ولا يستطيع الفرد المُلحد أن يمارس إلحاده إلا إذا توفرت له ظروف الإيضاح في مأمنٍ من العقاب الإجتماعي والخوف من الردع. كما لا يستطيع الفرد المؤمن أن يمارس إيمانه في مجتمع يدين بالإلحاد أو لا يؤمن بإله.

إذا لم تتوفر هاتان الفرصتان أمام الإلحاد أو الإيمان فإن أياً منها لا يمكنه الظهور.

وأضاف، في حالة وجود المانع (الحالة الثانية) فإن الفرد يلجأ إلى استخدام الآليات اللاشعورية في التعبير عن معتقدِه. والذي يهمنا هنا هو فحص آليات الدفاع المريضة التي يلجأ إليها المُلحد في الجلساتِ العلاجية للهرب من مواجهة الموقف العلاجي

ومطلوب من المُعالج ان ينتبه عليها لأن ذلك يؤسس قاعدةً للمعالجة الناجحة. ومن أهم الآليات التي يمارسها الفرد وهو يحمل بذرة الإلحاد التي أسهمت في إلحاده وجعلته مريضاً نفسياً الآتي:

1- الكبت Repression

2- القمع Suppression

3- الإسقاط Projection

4- الترميز Symbolization

5- التسامي Sublimation

6- التبرير Rationalization

7- المنفعة Gaining

8- تكوين رد الفعل Reaction formation

1- الكبت Repression: عندما لا يستطيع الفرد إظهار أفكاره أو ميوله الإلحادية فإنه يَعمدُ إلى إخفائها. ومن أسباب كبتها  أو إخفائها:

أ‌- شعوره بأنها غير مقبولة لدى المُعالج إرضاءً لهذا الأخير مع إنها تظل تعمل عملها الناخر في مخيلته. وأول ما يتحطم بهذا الإخفاء، التحويل Transference الضروري لإنجاح عملية العلاج. ويعرفُ أطباء النفس ان اكبر آلية مسؤولةٍ عن ظهور الكآبة هي آلية الكبت، فيزداد المريض شدةً في مرضه بدلاً من شفائِه.

ب‌- إيمانه بأن معتقده الإلحادي هو مجرد رؤية أو وجهة نظر لا يستطيع الدفاع عنها.

ج- الإيمان هو الشيوع والإلحاد هو الإستثناء، وكل استثناء من الشيوع إغتراب، والمريض لا يَودُ أن يظهر أمام معالجه مغترباً أو غرائبياً في أفكاره فيعمد إلى كبتها.

2- القمع Suppression: والقمع غير الكبت. ففي الكبت يعترف المريض مع نفسه بأنهُ كبتَ أو كتمَ شيئاً. أما في القمع فإنه يستأصل الفكرة شعورياً و (ينساها) في خفايا (لا شعورهِ) لتظهر وكأنها فكرة ضائعة يبحث عنها. ومن أعراضها التحولات الرحامية (الهستيرية) التي ما ان يستطيع المُعالج استخراجها إلى أرض الواقع حتى يرتاح المريض بتحديدها وإحاطتها بالفهم لها والخلاص منها.

3- الإسقاط Projection: يحدثُ أن يُسقِطَ المريض أفكارَهُ وما يتعلمه من المُعالج تَعلُماَ خاطئاً على هذا المُعالج. وكثيراً ما يحدث هذا عندما يبدأ المريض بإتهام المُعالج بأنه هو الذي علمهُ الإلحاد أو أوحى به إليه.

4- الترميز Symbolization: يُحيط المريض، خشيةً من معالجه، نفسه بهالةٍ من الغموض فيعبر عن مشاعره الإلحادية وأفكاره الجاحدة بلغةٍ ملتوية تقترب من المقصود لكنها لا تُفصِحُ عن القصد. ويُعتبر الترميز عملاً إشارياً من بعيد في الوصول إلى المطلوب.

5- التساميSublimation: وفيه يتسامي المريض على الحوار المباشر مع المعالج ويستخدم لغة الترفع عن الوضوح كما يُظهر التعالم بأشياء لا يعرف عنها  المزيد لكي يبدو عالِماً مدرِكاً  أمامَ معالجِه.

6.التبرير Rationalization: وفيه يستخدم المريض أسلوب الذرائعية في ممارسة أفكارهِ في محاولةٍ لتبرير ميوله الإلحادية. إنه هنا يذكر أمام المعالج إعتراضَهُ على القَدر والحظ والصدفة في الرزق والخَلق وعبثية الوجود وسقوط المعنى المفيد من الكينونة؛ ويقدم آراءَهُ حول حياةٍ يتمتعُ فيها القويُ وان كان ظالماً والغني وإن كان مُفسداً، حياةٍ لا مكان فيها للعدل ناسياً ما يُوصي به الإيمان عبر كُتُب السماء من أن الحياة دارٌ  للهوِ والعبثِ ومتاعٌ للغرور وإن الحق في دار الحقِ التي وعد بها الله خيراً لعارفيه وشراً لمنكريه.

7- المنفعة Gaining: وفي المنفعة (اللاشعورية، وأحياناً الشعورية) لا يَعمد المريض إلى الشفاء من أفكاره قَدرَ ميله إلى إظهار قدرتهِ على دَحض مواقف الآخرين وفيهم المُعالج. ان هذا النوع من الآليات يشيع في الحالات العُصابية Neurosis  حيثيسود النمط النرجسي في التفكير.

8- تكوين رد الفعل Reaction formation: وفيه يتفاعل المريض في ظاهرهِ بعكس ما هو عليه في باطنه. مثالُهُ: الطبيب الذي يبدو مسروراً ولديه مريضٌ وهو فاشلٌ في علاجه، أو المريض الذي يضحك ودارُه تحترق. وفي مسألة الإلحاد، يفرح المريض الذي استطاع ان يجعل معالجه متألماً حينما لا يستطيع إقناع مريضه وعدوله عن الإلحاد. فهو لا يهمُهُ الوصول إلى الحقيقة بل يهمُهُ ظهور منحنيات رد الفعل المختلفة مع الفعل نفسِه.

واستكمل إبراهيم، أن هذه هي إضمامةٌ من الآليات الدفاعية Defense Mechanisms  التي يستخدمها المريض المُعبأ بأفكار الإلحاد والتي تقف عائقاً  أمام القصد من الجلسة العلاجية التي تستهدف إشفاء المريض من مرضِه.

تعليقات