رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عبد الصمد الإشبيلي: «التنوير والحداثة والمدنية» مسميات لجماعات هدفها محاربة الإسلام

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 20 يونيو 2021, 09:57 صباحا
  • 379
أرشيفية

أرشيفية

قال عبد الصمد الإشبيلي، الباحث في القضايا الشرعية والفكرية المعاصرة، إن الدين الإسلامي قد واجه منذ فجره حروبًا فكرية شعواء، كانت تهدف لتشويهه والصدّ عن سبيله، وقد تصدى أهله لكل هذه الهجمات جنبًا إلى جنب مع تصدِّيهم لكل التهديدات العسكرية.

 

لكن السمة التي كانت تتسم بها مجمل تلك الهجمات هي الصراحة والمواجهة المباشرة، وبالتالي كان يسهل على المسلم أن يميز بين من ينصر الدين ومن يعاديه دون أدنى صعوبة؛ وذلك لوضوح حجم المفارقة بين الإسلام وما يناقضه من تيارات على مستوى المرجعية والمنطلقات.

 

وأشار إلى أن العصر الحديث قد شهد تغيرًا بارزًا في هذه النقطة؛ فقد تحوّل الهجوم الصريح إلى التفخيخ من الداخل، والعداء الظاهر إلى التدثر بدثار التجديد والتنقيح، بل ربما الدفاع وتحسين الصورة.

 

وفسر الإشبيلي هذا الهجوم، بأنه قد ظهر بعدة صيغ ومسميات خصوصًا في العقود الأخيرة، فتارة يسمى تجديد الخطاب الديني، وتارة حركة التنوير، وتارة الحداثة والمدنية، وعلى ما تحمله هذه المسميات من تباينات جزئية فيما بينها على مستوى الدلالة إلا أنها تتقاطع في عدائها للإسلام المنزل ودعوتها للإسلام الحداثي المفرغ من محتواه.

 

وتابع، أن تلك الهجمات على الإسلام نشأت أساسا في الغرب، وانتشرت في الدول العربية منذ قرون عدة بسبب احتلال الغرب لدولنا العربية، ومحاولاتهم طمس الثقافة الإسلامية وإرساء قواعد فكرهم العلماني في بلادنا.

 

وأكد أن الدول الأوروبية عملت على مر العصور على تصدير الفكر التنويري لمستعمراتها بغرض الإخضاع الثقافي والهيمنة الفكرية وكذا إرساء التبعية. لذلك كانت نقطة بداية التيار التنويري في العالم الإسلامي هي نفسها نقطة دخول الاحتلال الأوروبي الإمبرياليّ إليه، وقد سهل العملية على المحتل الأوروبي الفارق الكبير على مستوى الحضارة المدنية؛ حيث كان هذا الفارق من أهم ما عزز الهزيمة الثقافية في نفوس كثير من المسلمين آنذاك، ما يعني اهتزاز ثقتهم وانكسار اعتزازهم.

 

واستكمل، أنه مع توالي الهزائم على العالم الإسلامي تطورت حركة التنوير العربي وكثر عدد رموزها وصارت أطروحاتها مع الوقت أكثر جرأة وفجاجة في مهاجمة تراث المسلمين وتاريخهم وهويتهم، وانتشرت أفكارها في المجتمعات الإسلامية كالنار في الهشيم خاصة لدى فئات الشباب، حتى صار من الطبيعي جدًا أن تجد شابًا ينسب نفسه للإسلام ومع ذلك تراه منخدعًا بشعارات وأطروحات تحمل مضامينًا مناقضة للإسلام جملة وتفصيلًا.

 

تعليقات