باحث في ملف الإلحاد: تعقيد لغة الجهاز العصبي دليل على برمجة ذكية تنفي عبثية الوجود
- الأربعاء 07 مايو 2025
خلال الندوة
عقدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالمركز الرئيس، ورشة عمل حول “ضوابط الإفتاء في الواقع المعاصر”، وبمشاركة رؤساء فروع منظمة “خريجي الأزهر” بالخارج، عبر الفيديو كونفرانس؛ حيث شارك في هذه الورشة 50 من المتخصصين في مجال الفتوى من دول “ليبيا – نيجيريا – مالي – الصومال – الكاميرون – تشاد – كينيا – تنزانيا – جزر القمر – ماليزيا – الهند – ألبانيا – بريطانيا – بنجلاديش – إندونيسيا”، في إطار الدور الذي تقوم به المنظمة؛ لمواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الفكر الوسطي المعتدل.
قال أ.د. عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق: إن الفتوى صناعة ثقيلة، وهي من الأمور الخطيرة والصناعات الدقيقة التي لا بد أن يتصدى لها المتخصصون من أهل العلم، وأن يبتعد عنها غير المؤهلين فهي ليست تجارة، ولا بد من ضبط حالة الفوضى التي أصيبت بها الساحة الإفتائية.
وأضاف شومان، أن الفتوى إنما هي ضرورة لاستقامة حياة الناس، فهي بمثابة الحلول العملية للمشكلات نتيجة تطور العصور وتغير نمط الحياة، فالإفتاء هو إيجاد الحلول لهذه المشكلات، والعامة دائما بحاجة لمن يفتيهم في أمور حياتهم طبقا للمعطيات والمتغيرات.
وأكد شومان، أن هناك مجموعة من الضوابط التي لا بد من مراعاتها عند الفتوى، أهمها ضرورة تحلي المفتي بالمعايير الأخلاقية، والتجرد عن الهوى والتعصب، مع ضرورة توافر الورع والزهد.
وأضاف وكيل الأزهر السابق، أنه لا بد من التثبت والتحري واستشارة أهل الخبرة، كأهل الطب والفلك والاقتصاد والسياسة، فبعض المسائل يفتي فيها الطبيب إلى جانب الفقيه، وبعضها يفتي فيها الاقتصادي إلى جانب الفقيه، وهكذا، وكذا ضرورة مراعاة الحكمة في الجواب، وإرشاد السائل إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، وإتاحة البدائل المشروعة والملائمة لحال السائل قبل التضييق عليه بالحكم بالحرمة والمنع، وذلك من كمال فقه المفتي ونصحه، بخاصة في ظل الانفتاح على معطيات المجتمعات المتنوعة التي تختلف عن قيمنا وتقاليدنا.
وفي الختام، أوصى بضرورة تغليب التيسير والتبشير على التعسير والتنفير، فينبغي للمفتي أن يسير في فتواه نحو الوسط، فلا إفراط نحو التشدد، ولا تفريط نحو التساهل، ولا غلو ولا جفاء، ولا بد أن يتسم المفتي بسعة الصدر والرحابة، واحترام الآخرين سواء من السابقين أو المعاصرين، مع مراعاة التخلص من المذهبية في الآراء.
وفي نهاية الندوة، دار نقاش مفتوح بين فضيلته والمشاركين، وتم طرح عدد من الأسئلة حول التطرف وفتاوى التطرف، وأثر فوضى الفتاوى على المجتمع.