وسيم السيسي: سلامة الكون قائمة على الحب

  • د. شيماء عمارة
  • الخميس 17 يونيو 2021, 10:22 صباحا
  • 603
صالون الأوبرا الثقافي

صالون الأوبرا الثقافي

استهل الدكتور وسيم السيسي حديثه في أمسية صالون الأوبرا الثقافي، والتي تم انعقادها مساء الأربعاء على المسرح الصغير بالأوبرا، بكلامه عن الحب، ومعاني الحب وأشكاله، وضرورته في كل أمر.


حيث أكد السيسي على عدة مفاهيم عن الحب منها، أن سلامة الكون قائمة على الحب، الحب هو الحل، الدين هو الحب... والتقرب إلى الله يكون بالحب، وأن الكراهية تهدم والحب يبني.

وأضاف السيسي مشيرا إلى أن الحب يدخل حتى في العلوم الكونية والفيزيائية، وقال حتى الالكترونات حول النواة تترابط بالحب، فالحب له صدى عند الناس أصدق من صدى الصوت.



ثم دلف السيسي إلى المحور الرئيسي للندوة، وهو الحديث عن الدين وتأثيره في حياة المصريين القدماء، واستشهد السيسي بمعلومات من كتاب قصة الحضارة للكاتب "ول ديورانت"، حيث يقول، اعتقد الإنسان منذ العصور الأولى بوجود قوى عليا تدير الكون وكان اعتقاده مبني على 3 نقاط، هي الموت.. الأحلام.. الكوارث الطبيعية.

وأشار إلى أن كلمة حضارة تعني الأدب ورقة التعامل مع الآخر، وتذكر السيسي قول لعالمة أمريكية في علوم التاريخ وأصل الحضارات "د.كروس"، إذ قالت إن مصر برغم الجهل والفقر إلا أن الحضارات جميعها انبثقت من الحضارة المصرية .. والمصري القديم كان الأكثر رقة في التعامل مع الآخر وهو الذي صنع بأدبه حضارة حقيقية.

ومن هنا انطلق السيسي في رؤيته التأكيدية بأن شعب الله المختار هم المصريون.

واستكمل حديثه قائلا، إن مصر القديمة هي أول من عرّف العالم أن هناك موت وبعث وحياة أخرى بعد الموت، وعلموا العالم أن هناك حساب... ثواب وعقاب بعد الموت.
كما أشار أن هناك نقوش هيروغليفية في الأهرامات تشير إلى التوحيد وأن للكون إله واحد، وأن في معبد بكوم امبو، لوحة فرعونية معناها أن الخالق هو السميع البصير الذي يجيب دعوة الداع إذا دعاه، وأنها جاءت مصداقا لقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) "

وأضاف أن الملك الذي اتصف بصفات الحق والعدل، اوزوريس هو نفسه النبي إدريس، وأن كلمة اوزوريس إنما هي النطق اليوناني للاسم الأصلي.

كما أكد، بأن المصريين القدماء عرفوا الصلاة والصوم والزكاة والحج، حتى أنهم كانوا متشددين في نظافة البدن والاغتسال لكل صلاة.

وفسر السيسي فكرة وجود الصقر رمز للإله عند الآمونيين "عبدة آمون"، بأن الصقر ما هو إلا رمز رمزوا به لإله الكون الأعظم وأن فقط بعض صفات الصقر تمثلت في أذهانهم وقتها أن مثلها هي صفات الإله.
يقول السيسي لأن الصقر يرمز لحرف الألف الذي لا شيء قبله، لا حروف تسبقه، فهو بذلك رمز لله الواحد الأحد الذي ليس قبله شيء.. كما أن عين الصقر لا تحتوي على جفون كرمز على أن الإله لا يغفل عن خلقه أبداً ولا يغمض عينه عن الكون.. وأن الصقر دائم الوجود في الأعلى على قمم الجبال ولا ينزل على الأرض.. كرمز لعلو الله وجلاله.. هو الخالق الأعلى الموجود في أعالي السماوات على العرش.


واختمم السيسي كلمته بعرض نسخة مصورة من بردية تسمى "بردية آني" والتي يبلغ طولها 24 متر، والتي جاء بها المحاكمة عند البعث، وظهر بها مجموعة من القضاة يحاسبون المرء على خطاياه وآثامه كما يجمعون له خيراته وفضائله ثم يزنون أعماله كلها أمام ريشة العدالة، فإذا رجحت كفة الأعمال الحسنة والفضائل ، يتم كتابة اسم الميت في كتاب الحياة "وهو ما يعرف لديهم بالجنة والحياة الأبدية".

تعليقات