هل الكون أبدي والمخلوقات فيه نشأت بالصدفة؟.. ويليام كريج يرد

  • د. شيماء عمارة
  • الثلاثاء 15 يونيو 2021, 11:53 صباحا
  • 400
الأدلة الكونية

الأدلة الكونية

قال الدكتور ويليام كريج، أستاذ الفلسفة الدينية بجامعة هيوستن، إن الإيحاء بأن الأشياء يمكن أن تبرز إلى الوجود دون سبب من العدم هو التخلي عن الفلسفة الجادة والاستعانة بالسحر.

جاء ذلك فى رد منه، في إحدى المناظرات مع أحد الملحدين، الذي أصر على أن الكون شيء أبدي وأن المخلوقات فيه نشأت بالصدفة.

وأشار كريج إلى أن الحجج الفلسفية الحقيقية تهدف إلى إظهار أنه لا يمكن أن يكون هناك تراجع لا نهائي للأحداث الماضية، أو بعبارة أخرى أن سلسلة الأحداث الماضية يجب أن يكون لها بداية، حتى دوكينز لا يعترض على أي من هذه الحجج، وهي التي تقدم لنا دليلا على أنه لا يوجد تراجع لا نهائي للكون، أو أن نشأة الكون لانهائية أو أبدية.

وبالتالي يكون لدينا الآن دليل قوي جدًا على أن الكون لم يكن أبديًا في الماضي ولكن كان له بداية مطلقة منذ وقت محدود.

وفي عام 2003، تمكن كل من آرفيند بورد وألكسندر فيلينكين وآلان جوث من إثبات أن أي كون يكون في المتوسط ​​في حالة توسع كوني لا يمكن أن يكون لانهائيًا في الماضي ولكن يجب أن يكون له حدود زمكان سابقة، حتى لو كان كوننا مجرد جزء صغير مما يسمى بالأكوان المتعددة للعديد من الأكوان ، فإن نظريتهم تتطلب أن الكون المتعدد نفسه يجب أن يكون له بداية مطلقة.

وتابع: الآن.. بالطبع، تم اقتراح سيناريوهات مضاربة للغاية مثل سيناريوهات الجاذبية الكمية الحلقية، ونماذج الأوتار، وحتى المنحنيات المغلقة التي تشبه الوقت لمحاولة تجنب هذه البداية المطلقة. هذه النماذج ليست محفوفة بالمشاكل فحسب، لكن خلاصة القول هي أن هذه النظريات، حتى لو كانت صحيحة، لا تنجح في استعادة الماضي الأبدي.

وبالتالي، لم يعد بإمكان علماء الكونيات الاختباء وراء احتمال وجود كون أبدي، لا مفر، عليهم أن يواجهوا مشكلة البداية الكونية.

وعليه فإن الكون عبارة عن كيان يمكن قياسه بالمكان والزمان ، فإذا تجاوز هذا الكيان المكان والزمان ، فيمكن حينها نقول أنه يتواجد بشكل أبدي وغير مكاني وغير مادي لأن أي شيء خالٍ من الزمان والمكان يجب أن يكون غير متغير وأي شيء غير متغير يجب أن يكون غير مادي وغير مادي لأن الأشياء المادية تتغير دائمًا على المستوى الجزيئي والذري على الأقل.

وتابع كريج، أن الكيانات الوحيدة التي يمكن أن تمتلك مثل هذه الخصائص هي إما عقول غير مجسدة أو أشياء أخرى مجردة مثل الأرقام.

وهذا يوجهنا إلى فكرة أن من أنشأ الكون هو الذي يتصف بالأبدية وعدم التغير، وهو موجود فقط بلا تغيير بدون بداية، ولكنه منذ وقت محدود أوجد الكون إلى الوجود، ويسمي الفلاسفة هذا النوع من السببية "سببية الفاعل" ، ولأن الفاعل حر يستطيع البدء تحدث تأثيرات جديدة تلقائيًا عن طريق التسبب بحرية في ظروف لم تكن موجودة من قبل.

وهكذا، منذ زمن محدود، كان بإمكان خالق حر أن يخلق الكون في تلك اللحظة بالذات دون أي شروط مسبقة محددة، وبهذه الطريقة يمكن للخالق أن يكون هو الدائم والأبدي ولكن يختار بحرية أن يخلق العالم في الوقت المناسب، من خلال ممارسة سلطته السببية بحرية، فإنه يجعل الكون يأتي إلى الوجود، وبالتالي فإن السبب أبدي ولكن تأثيره ليس كذلك.

بهذه الطريقة يمكن للكون الزمني أن يكون موجودًا من سبب أبدي، أي من خلال الإرادة الحرة للخالق، لذلك قد نستنتج أن الخالق لا بداية له ولا نهاية، وهو لا يتغير، غير مادي، خالد، لا مكان له، وقوي بشكل لا يمكن تصوره، وقادر على كل شيء.

واستطرد ويليام كريج، مؤكدًا أنه برغم أن دوكينز يعالج هذه النسخة من الحجة الكونية، ومع ذلك ، فمن اللافت للنظر أنه لا يجادل في أيٍّ من أدبياته تلك النظرية عن خالق الكون الأبدي.

 ترجمة د. شيماء عمارة

تعليقات