الكاتب الأمريكي بودي هودج: الملحدون بلا أخلاق.. ويورثون التمرد والشر

  • د. شيماء عمارة
  • الثلاثاء 15 يونيو 2021, 11:28 صباحا
  • 842
الشر

الشر

هل سئمت كل الشرور المرتبطة بفلسفة الإلحاد - ستالين وهتلر وبول بوت وما إلى ذلك؟ حتى لو ادعوا أنهم يؤمنون بالله، فهم لا يعيشون حقًا مثل المؤمنين المتبعين لما أنزله الله لخلقه، أليس كذلك؟.. أسئلة وجهها بودي هودج، المهندس والكاتب الأمريكي، في مقال جديد له، لمن يعتنقون الفكر الإلحادي المظلم.

وتابع: هل تشعر بالتضارب بشأن حقيقة أن الإلحاد ليس له أساس في الأخلاق (أي لا يوجد صواب أو خطأ مطلق؛ لا خير ولا سيء)؟ فإذا طعنك شخص ما في ظهرك، أو عاملك كأنك لا شيء، أو سرق منك، أو كذب عليك، فهذا كله لا يهم، في تلك النظرة الإلحادية للعالم، حيث كل شيء وكل شخص مجرد تفاعلات كيميائية تفعل ما تفعله المواد الكيميائية.

علاوة على ذلك، فإن معرفة أنك في الأساس لا تختلف عن الصرصور في النظرة الإلحادية (بما أن الناس مجرد حيوانات) يجب أن يكون مثبطًا للهمم.

هل سئمت حقيقة أن الإلحاد (الذي يقوم على المادية) لا أساس له للمنطق والاستدلال؟ هل أنت منزعج من حقيقة أن الإلحاد لا يمكن أن يفسر التراكيب الدقيقة في الطبيعة (الأساس الذي يمكننا من خلاله القيام بالعلم الحقيقي)؟ لماذا ينفجر كل شيء من لا شيء، وكيف لنا بإثبات صحة قوانين الفيزياء التي اشتقت من الهندسة الكونية؟ 

وأكد الكاتب الأمريكي أنه بالنسبة إلى الملحدين الين يعترفون  بإلحادهم، يمكن أن تكون هذه الأسئلة ساحقة لفهم منظورهم للعالم.

إلى جانب، أنه ضمن النظرة الإلحادية للعالم، يجب على الملحدين أن ينظروا إلى أنفسهم على أنهم ألة، فهم يدّعون أن لديه العلم الكلي الكامل بالأمور (وهي صفة العليم التي يختص بها الله دون سواه) من بين صفات أخرى من صفات الله أيضًا. فينصب بذلك الملحد نفسه في مكانة الآلهة.

وأضاف هودج في مقاله الذي نشرته صحيفة "Answers in Genesis" الإلكترونية، أن الحياة صعبة بما يكفي على أي ملحد، فعلى سبيل المثال لا يوجد أساس لديهم مثلا لارتداء الملابس ، أو عدم وجود أساس للزواج ، أو عدم وجود سبب ثابت لتكون نظيفًا ولا يوجد سبب موضوعي للإيمان بالحب، وكلها أمور قد تبعد عن الخطوط الأساسية في العقيدة، ولكن لماذا يقوم بها الملحدون إذا يعتبرون أنفسهم كالحيوانات وحياتهم صماء لا غاية من ورائها؟!.

في الحقيقة، لماذا يهتم الملحد بأن يعيش لحظة أطول في كون يعتبره مكسورا، فالموت هو "البطل" النهائي في النظرة الإلحادية التطورية للعالم.

واستكمل: أنا أفهم أن الحقيقة موجودة لأن الله موجود، وهو الحق ونحن خلقنا على الصورة التي أرادنا بها الله، دون الحاجة للنظرة التطورية من خلية وحيدة لخلية حيوانية لحيوان لانسان، لقد خلقنا الله بشرا على هذه الشاكلة .

وقال هودج إنه على عكس الملحد، الذي لا تسمح رؤيته للعالم بأن يؤمن بالحقيقة أو بالكذب، فإن الكتب السماوية للمؤمن هي الأساس الذي يمكّنه من التحدث عن الحقيقة والأكاذيب والتفريق بينهما، ومعرفة الحق والباطل.

أما الملحدين فلن يجدوا لهم مرجعا ينتمون إليه، ويعرفون به كيفية التفريق بين حق وباطل، وبين حقيقة وكذب، بل هم أصلا لا يحتاجون لهذا التفريق في نظرتهم المتجردة عن الأخلاق.

واستكمل: الملحد بعيد كل البعد عن تطبيق الأخلاق ورعايتها، مما يورث أجيالا من التمرد والتوحش والإسراف في الشرور، فهل هذا هو العالم الذي يراه الملحد لائقا به؟!

ترجمة: د.شيماء عمارة

تعليقات