رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

‏حصاد 6 سنوات.. مرصد الأزهر يواجه العدو الصهيوني بـ13 لغة ويفضح أكاذيب وانتهاكات ‏الاحتلال‏

  • أحمد حمدي
  • الأربعاء 09 يونيو 2021, 8:41 مساءً
  • 1093
العدو الصهيوني

العدو الصهيوني

منذ وقوع الأراضي الفلسطينيَّة تحت وطأة الاحتلال الصهيونيّ الغاشم، وقضية القدس ‏ومقدساتها، ‏وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، على رأس أولويات الأزهر وقضيته الأولى كما هي قضية ‏العرب والمسلمين الأولى، دائمًا في قلب الأزهر الشَّريف ووجدانه، ‏مهمومٌ بها، وساعٍ بجِدٍ إلى دعم ‏ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، وإرجاع الحقّ المسلوب إلى أهله.

ودور الأزهر الشريف في نُصرة القضية الفلسطينية دائم متجدد منذ بدايتها؛ فلم يترك الأزهر في ‏هذه القضية دربًا إلا سلكه سعيًا منه إلى دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في تحرير أراضيه ‏المحتلة ومقدساته الإسلامية والمسيحية، ووقف آلة القتل وإراقة الدماء من جانب الاحتلال ‏الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والمكان، وتحقيق العدالة ‏بإقامة دولة فلسطين ‏كما كانت وعاصمتها القدس الشريف.‏

وعلى مدار عقود ممتدة، تضافرت ‏جهود جميع الهيئات التابعة لمؤسسة الأزهر الشريف في العمل ‏على يقظة الوعي بالقضية ‏الفلسطينية وأبعادها لدى النشء والأجيال المقبلة. ‏وقد عبَّرت عن تلك ‏الجهود كلمة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، خلال ‏‏مؤتمر الأزهر الدوليّ لنُصرة القُدس عام 2018م، حين قال: ‏

‏«مُنْذُ أبريل عام 1948م من القرن الماضي والأزهر الشَّريف يَعْقِدُ المؤتمراتِ تِلْوَ ‏المؤتمرات عن ‏فلسطين وعن المسجِد الأقصى والمقدَّسات المسيحيَّة في القُدْس، وقد ‏تتابعت هذه المؤتمرات حتَّى ‏بلغت أحد عشر مؤتمرًا ما بين 1948م و1988م، وحضرها ‏أساطين العلماء والمفكِّرين المسلمين ‏والمسيحيِّين من أفريقيا وآسيا وأوروبا، وقُدِّمت ‏فيها أبحاثٌ غاية في الدِّقَّة والعُمق والاستقصاء، ‏وبنَفَسِ المهمُوم الذي لَمْ يَتبقَّ له إلَّا ‏نفثاتٌ تُشْبِه نفثات المصدُور الذي فقد الدَّواء واسْتعصَى عليه ‏الدَّاء».‏

وانطلاقًا من كون مرصد الأزهر لمكافحة التطرف «عين الأزهر الناظرة إلى العالم»، فقد تحمّل ‏‏مسئولية إعادة التوعية بالقضية الفلسطينية، والسعي الجادّ إلى الوصول بأبعاد القضية وملفاتها ‏‏الشائكة إلى أكبر عددٍ ممكن من قطاع الشباب، سواء عبر تنوع المحتوى وأسلوبه أو عبر اتّباع ‏‏الوسائل الرقمية الحديثة، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي لتكون منارةً لنشر تفكيرٍ عربيٍ ‏‏وإسلاميٍ جديدٍ يتمحور حول عروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتبعيتها ‏‏لأصحابها، وقد تمثّل هذا عبر عدة محاور من عمل المرصد.

محاور عمل المرصد

يتابع مرصد الأزهر المستجدات على الساحة الفلسطينية كافة على مدار الساعة، بدايةً من ‏‏الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة تثبيت سياسة الأمر الواقع ‏‏فيما يتعلق بتمكين المحتلين من اقتحامات ساحات الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف، ‏وسُبل ‏التهويد التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني لفرض الطابع اليهودي على مدينة القدس المحتلة. ‏وكذلك ‏الاستيطان الذي يهدف بخبث تدريجيًّا إلى استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة، ودور ‏الجماعات ‏الصهيونية في التخريب والتطهير العرقي للفلسطينيين، وتزوير الروايات التاريخية ‏لصالح الصهاينة ‏ومحاولات تغييب العقول وغسل الأدمغة وسبل التصدي لها. وذلك على عدة محاور أبرزها: ‏

 

الاعتداءات الصهيونية على المقدسات

يضع فريق عمل المرصد محور المقدسات الإسلامية والمسيحية بدولة فلسطين المحتلة على رأس ‏‏محاور أعماله فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويأتي في مقدمة هذه المقدسات المسجد الأقصى ‏‏المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبينا محمد ﷺ، فيتابع على مدار ‏الساعة كل ما ‏يتعلق بالاعتداءات الصهيونية على ساحاته المباركة أو على المُصلين والمرابطين ‏بداخله.‏

ويُعد المرصد تقريرًا أسبوعيًّا مُفصلًا عن أعداد المقتحمين لساحة الأقصى المبارك، مع إبراز أسباب ‏‏هذه الاقتحامات وتداعياتها وردود الفعل الفلسطينية والعالمية تجاهها، وتحريض منظمات ‏الهيكل ‏‏«المزعوم» والجماعات الصهيونية المتطرفة –المدعومة من سلطات الاحتلال- لمزيد من ‏التدنيس ‏لساحات الأقصى، وتسليط الضوء على الدور الفاعل لجهاز الشرطة الصهيوني في ‏تمكين المحتلين ‏من تنفيذ الاقتحامات، مع فرض مزيدٍ من القيود على رواد المسجد الأقصى ‏والتنكيل بالمرابطين ‏بداخله من اعتقال وأوامر إبعاد واعتداءات متعددة.‏

ويتوج المرصد نتاج عمله الشهري بإصدار تقرير شهري دوري على صفحاته المتعددة على منصات ‏‏التواصل يتناول بتفصيلٍ أكبر كل ما يتعلق بالاعتداء على المسجد الأقصى وساحاته ورواده ‏‏والمرابطين بداخله، ثم تقرير سنوي يناقش حصاد العام مقارنة بالأعوام السابقة، وسبل التصدي ‏‏للإرهاب الصهيوني.‏

ولا يكتفي المرصد بمكافحة التطرف بحق المقدسات الإسلامية الفلسطينية فقط، بل يضع نصب ‏‏عينيه كل ما يتعلق بالمقدسات المسيحية الفلسطينية كذلك، وقد نشر المرصد عددًا من الإدانات ‏‏التي تزامنت مع اعتداءاتٍ على مقدسات مسيحية؛ إذ لا يُفرق الإرهاب الصهيوني بين مسلم ‏‏ومسيحي طالما كانت الراية فلسطينية وألوان العلم: أسود، وأبيض، وأخضر، فوقها مثلث أحمر.‏

 محاولات تهويد مدينة القدس العربية

يُعد من أكثر المحاور التي يتابعها مرصد الأزهر أهمية؛ إذ الكيان الصهيوني يعمل في سياسات ‏‏متوازية وبشكل سريع لتهويد مدينة القدس، ومَحو ما يُمكن من آثار إسلامية ومسيحية، وصبغ ‏‏الكثير منها بالصبغة اليهودية، وتسريع وتيرة إقامة المشاريع التي تغيّر ملامح المدينة المقدسة، من ‏‏مشاريع احتلالية وطرق جديدة ومرافق وخدمات تخدم هذه المشاريع في محاولات بائسة لتغيير معالم ‏مدينة عربية معروفة بعروبتها وطابعها الفريد على مر العصور.‏

 النشاط الاحتلالي والإبادة الجغرافية للفلسطينيين

ينهش النشاط الاحتلالي في جسد الدولة الفلسطينية، وتتَّبعه سلطات الاحتلال الصهيوني كأداة ‏‏ممنهجة للاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية، وتكمن أخطاره كونه يتسبب في الإبادة ‏‏الجغرافية لأبناء الشعب الفلسطيني من أراضيه المحتلة؛ من خلال تصعيد وتيرة مخططات الضم ‏‏والفصل، الأمر الذي يزيد من صعوبة التواصل الجغرافي بين أجزاء الدولة الفلسطينية المحتلة، ‏وما ‏يترتب عليه من استحالة قيام دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس الشريف.‏

وفي مسارٍ متوازٍ، تعمل سلطات الاحتلال على إفراغ الضفة الغربية ومدينة القدس من سكانهما ‏‏الأصليين، عبر تسريع وتيرة هدم المنازل الفلسطينية، والسعي إلى عدم بناء المزيد منها، ورفض ‏‏إعطاء تصاريح البناء.‏

 العنصرية الصهيونية

دائمًا ما يتغنّى الكيان الصهيوني منذ قيامه بأنه موطن التعددية وقبول الآخر ومنارة الديموقراطية ‏‏في الشرق الأوسط، عبر الترويج الكاذب الذي تقوم به آلته الإعلامية ذات التأثير الواسع والكبير ‏‏على العالم أجمع. وكلها دعاية كاذبة ومزيفة، لا تعكس الواقع ولا تُعبر عنه من قريب أو بعيد؛ ‏لذلك ‏يتابع المرصد وضع «فلسطينيي 48»، وهم الفلسطينيون الذين قاوموا التهجير الصهيوني ‏ورفضوا ‏مغادرة أراضيهم، وفرض عليهم الاحتلال الصهيوني جنسيته المزعومة، كما يرصد مدى ‏العنصرية ‏البغيضة التي يمارسها الاحتلال بحقهم، والتي تُظهر الوجه الحقيقي لهذا الكيان ‏المُغتصِب. ومدى ‏التمييز من خلال الخطاب الإعلامي الصهيوني.‏

  الجماعات الصهيونية.. أداة الكيان للتطهير العرقي

عملت سلطات الكيان الصهيوني على مدار عقود الاحتلال الماضية في زرع المستوطنين ‏المتطرفين ‏في مستوطنات عديدة في مدينة القدس والضفة الغربية، وسمحت لهم بتكوين جماعات ‏إرهابية، ‏هدفها الرئيس هو التطهير العرقي للشعب الفلسطيني من أراضيه، عبر تكدير سير الحياة ‏اليومية ‏على يد هذه الجماعات، جراء الاعتداء على الأنفس والممتلكات والأراضي الزراعية بشكل ‏وحشي ‏وشبه يومي.‏

وتحظى هذه الجماعات الصهيونية المتطرفة بدعم مباشر من حكومة الاحتلال الصهيوني، ومظلة ‏‏أمنية وقضائية توفر الحماية الكاملة لأفرادها أثناء وبعد تنفيذ الاعتداءات الإرهابية على الشعب ‏‏الفلسطيني ومقدراته، مع السماح لهم بحيازة أنواع متعددة من الأسلحة وإطلاقهم على ‏الفلسطينيين.‏

متابعات مستمرة.. وتقارير ومقالات ونشاط مكثف بـ13 لغة

ويتابع المرصد بشكل عام كل ما يخص القضية الفلسطينية، فلا يغفل عن التحريض الصهيوني ‏‏وخطاب الكراهية في وسائل الإعلام الصهيوني، وكذلك الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية، ‏‏سواء الداعم أو المُضاد. وغيرها من ملفات ومحاور لها تأثير على مستقبل القضية الأكثر عدلًا ‏على ‏وجه الأرض.‏

ويحاول المرصد استثمار التطور الرقمي ومنصات التواصل في رصد ومتابعة كل ما يتعلق بالشأن ‏‏الفلسطيني، وكذلك في مجال نشر أكاذيب الاحتلال وفضح إرهابه، والتوعية بالقضية ‏الفلسطينية، ‏وذلك من خلال نشر الأعمال المتنوعة للمرصد على منصاته الرقمية المختلفة ‏باللغتين العربية ‏والعبرية، مع ترجمة أبرز هذه الأعمال إلى لغات المرصد الـ 13، مع التركيز على ‏اللغات الأكثر ‏انتشارًا في العالم؛ فنجد في هذا المجال إصدارات متنوعة ما بين حملة وكتاب ودراسة ‏ومقال وتقرير ‏وبيان وإنفوجراف وفيديو... إلخ

ومرصد الأزهر - في اتباعه لهذا النهج – يضع نصب عينيه مقولة الإمام الأكبر تعليقًا على قرار ‏‏الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس، حين قال: ‏

‏"إن هذا القرار الجائر والذي رفضه أكثر من ثمان وعشرين ومائة دولة، وأنكرته كل ‏شعوب الأرض ‏المُحبة للسلام، يجب أن يُقابَل بتفكير عربي وإسلامي جديد يتمحور ‏حول تأكيد عروبة القدس، ‏وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتبعيتها ‏لأصحابها، وأن يتحول هذا التأكيد إلى ثقافة محلية ‏وعالمية تحتشد لها طاقات الإعلام ‏العربي والإسلامي، وما أكثره، وهو الميدان الذي هُزمنا فيه ونجح ‏عدونا في تسخيره ‏لقضيته».‏

 

أبرز جهود المرصد لدعم القضية الفلسطينية

وتمثلت تلك الجهود في: المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، ونشر ‏200 منشور ما بين إدانة وبيان وخبر على صفحة المرصد باللغة العربيَّة، و ‏260 تقريرًا ومقالًا باللغة العبريَّة على صفحة المرصد باللغة العبريَّة، و ‏62 تقريرًا ومقالًا على موقع المرصد على بوابة الأزهر الإلكترونيَّة وفي مجلة المرصد ‏الدوريَّة، و إطلاق حملة توعوية وتثقيفية بعنوان «الذي باركنا حوله»، بالتزامن مع ذكرى الإسراء ‏والمعراج، في ‏أبريل 2019م؛ بهدف توعية الشَّباب بمكانة الأقصى في الإسلام، وتاريخ القضية ‏‏الفلسطينيَّة، والتَّأكيد على عروبة فلسطين، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.‏

‏وتضمنت أيضًا: إعداد كتاب باللغة العبريَّة بعنوان: «انتهاكات ضد الشعب الفلسطينيّ والمقدسات»، إضافة إلى إصدار  تقرير شهريّ دوري به ملف ثابت يتناول الأوضاع على الساحة المقدسية، ضمن ‏التقرير ‏الشهري الموسَّع للمرصد، ويبرز جميع الانتهاكات الصهيونيَّة ضد الشعب ‏الفلسطينيّ ومقدساته ‏ومكتسباته، إضافة إلى التركيز على تنامي خطاب الكراهية ‏والعنصرية داخل وسائل الإعلام ‏الصهيونيَّة، وتسليط الضَّوء على الدول والحركات ‏والشخصيات الداعمة للقضية الفلسطينيَّة‎، وتكثيف الأنشطة والفعاليات والحملات بالعربية والعبرية والتي تهدف إلى التَّأكيد على ‏‏استعادة الوعي بالقضية الفلسطينيَّة، وزرع هذه القيم داخل النشء والشَّباب‎ إضافة إلى    إعداد بحث عن الجماعات الصهيونيَّة المتطرفة الناشطة داخل مدينة القدس والضفة ‏الغربية ‏المحتلتين، وخطرها على الوجود الفلسطينيّ، ضمن دراسة موسعة للمرصد عن ‏أنشطة اليمين ‏المتطرف بشكلٍ عام ‎، وكذلك إعداد بحث عن المقدَّسات داخل فلسطين المحتلَّة، وخطر التَّهويد الصهيوني على ‏تغيير ‏هويتها، ضمن دراسة موسَّعة أعدَّها المرصد عن الاعتداء على دور العبادة في العالم.

وأكد مرصد الأزهر في ختام عرضه لجهوده في دعم القضية الفلسطينية استمراره بقوة في القيام ‏بدوره في التوعية بهذه القضية الأهم، وبموقف مؤسسة الأزهر العريقة ‏تجاه القضية الفلسطينية ‏والمقدسات الإسلامية وعلى رأسها القدس، من خلال اتباع المنهج ‏العلمي في تفنيد الادعاءات ‏الصهيونية، وتشكيل حائط صدٍ منيع للتحذير من الوقوع في براثن ‏بعض المخططات الصهيونية ‏الخبيثة التي تعمل على تفكيك الثوابت الفكرية والعقائدية.‏

تعليقات